سوالف حريم.. صديقتي الخاسرة

حلوة زحايكة | القدس – عاصمة فلسطين

لي صديقة قديمة أعزها وتعزني، منذ الطفولة وروحانا لا تفترقان، أحب لقاءها، وأسعد برؤيتها، وهي تبادلني نفس المشاعر، تزوجنا وذهبت كل منا في طريقها، لكن علاقتنا لم تفتر للحظة، ومشكلة صديقتي أنها دائما في عجلة من أمرها، تريد أن تحصل على ما تريد مرة واحدة وفي لحظة واحدة. قبل المنخفض الجوّي الجديد بأسبوع، أرادت أن تزرع حديقة منزلها ببعض الورود، وبعض الخضروات وطلبت مساعدتي، علمت ذلك منها مسبقا في الصيف الماضي، فقلت لها وبخبرتي الطويلة، أن تلك المزروعات تزرع في بداية موسم الشّتاء، وقرّرت أن نزرع بستانها قبل المنخفض بيوم واحد، اتصلت بها لأخبرها بأن موسم الزّراعة قد ابتدأ، لم تمهلني حتّى أكمل حديثي، ولم تستوعب ما قلته لها، فبادرتني قائلة:
أنا قادمة الآن لزيارتك
فلم أتردد بالترحيب بها. وعندما وصلت بيتي، وأخبرتها عن سبب اتصالي بها، وضعت يدها اليمنى على خدّها وقالت:
خسرت الزراعة لكني سعدت بلقائك، وعرضت عليّ أن أساعدها في اليوم التالي لتزرع بستانها.
فأجبتها: إن صدق التنبؤات الجوية فغدا ستنزل الأمطار بغزارة، وعندها لن نستطيع الزراعة حتى تجف التربة. وأمضينا يومنا نتحدث عن أهمية الزراعة، وأهمية العناية بحديقة المنزل، وضرورة استغلالها، وها نحن ننتظر جفاف التربة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى