الفوسفات العربى واليورانيوم

مهندس/سيد عوض | استشارى التعدين المصرى والرئيس التنفيذى لشركة بنشمارك للتعدين

يشير تقرير للمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين أن الفوسفات العربى يحتوى على محتوى من اليورانيوم من ٣٠ إلى ٢٥٠ جزء فى المليون مما يعطى قيمة مضافة لهذا الخام ويقدر المخزون من اليورانيوم بحوالى ٧ مليون طن وهذا الرقم يمثل نسبة تتراوح من ٥٥ الى ٦٠ % من الإحتياطى العالمى لليورانيوم علماً بأنه يتم استخلاص اليورانيوم كمنتج ثانوى ضمن صناعة حمض الفوسفوريك.
لذا من الأهمية أن يكون للدول العربية مجلساً أعلى للدول المنتجة للفوسفات ويكمن أهمية هذا المجلس كون أن خام الفوسفات العربى يحتل مرتبة عالية ضمن الإنتاج العالمى للفوسفات حيث يشير تقرير المساحة الجيولوجية الأمريكية لعام ٢٠١٤ م إلى إجمالى الإنتاج العالمى للفوسفات خلال ٢٠١٣م قد سجل ٢٤٤ مليون طن كان نصيب الدول العربية مجتمعة منه ٤٦ مليون طن أما الإحتياطيات العالمية تصل الى ٦٧ مليار طن نصيب الدول العربية منه ٥٨ مليار طن أى يزيد عن ٨٠٪ من الإحتياط العالمى.
لذلك كان من المفيد لهذه الدول التعاون فيما بينها لإنشاء مجلس يضمهم وربما يوازى هذا المجلس المجلس العربى للدول المنتجة للبترول ولعله داعمة قوية للإقتصاد العربى بما يملكه من مقومات ذات ميزة نسبية من إمتداد حزام الفوسفات من شرق البحر المتوسط إلى غربه بمواجهة القارة الأوربية والأسيوية وكذلك بوجود موانىء تعدينية على البحر الأحمر تسمح بحرية حركة الخام الى جنوب شرق آسيا.
لاشك أن هذا المجلس سوف يضع استراتيجية للإستفادة القصوى على ثلاث محاور أساسية أولهم إعطاء قيمة مضافة لهذا الخام بتصنيعه حيث إقامة المجمعات الصناعية لإنتاج الأسمدة وحمض الفوسفوريك وثانيها هو الإستفادة من اليورانيوم المصاحب لتأمين مشاريع الدول العربية لإقامة المحطات النووية للاستخدامات السلمية ثالثها هو التنسيق فيما بينهم لتنظيم نشاط التصدير بالأسعار المناسبة ومنع التضارب وإمكانية الإستفادة المتبادلة للموانئ التصديرية وإعادة تأهيلها.
ولكى نعطى لهذا المجلس الحيوية المطلوبة للتعامل مع آليات السوق فلابد أن يضم جميع الغرف الصناعية ذات العلاقة والتى تمثل الشركات العاملة فى هذا المجال ومن العناصر الهامة الأخرى التى يجب أن يتبناها هذا المجلس إنشاء معاهد متخصصة ومعامل لإعداد الكوادر المهنية المدربة والتعرف على الخصائص الكميائية للخام طبقاً للمواصفات القياسية والأكواد العالمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى