تأبط  جرحا

إدريس سراج | فاس – المغرب

  زمان قبل المغيب عن المكان 

نما ياسمين الكلام على خد الأحلام 

نام الأمير في رباض الذاكرة

جواري وقوافٍ و أسلاب 

وأندلس تفتح صدرها لكل الشعراء

و دسائس البلاط

نما الأمير تحميه نجمة تعد بهجرة أكيدة

سقطت القلاع و القناع

بكى و اشتكى

خاب ظنه في بني جلدته

خبا بريق الفرح حيث نمت الحروف

تعبا توسد أحلامه

ملتحفا بإزار النجوم

شارذا في متاهة هجير الروح

رحل  حيث رحلوا إلى جنوب الجرح

تفجر نبع الحنين حين خبا دفئ الحنان

كان يمشي و النجمة عينها دليله

بما تبقى من روحه

من حلمه  شيد مأوى لذاكرته

فتعالت صوارٍ وأقواس

و رياض و ياسمين و نافورات  و دنان

و سال حبر روحه في سواقي أحلامه

كفكف دمعه و لملم ما تبقى له من صور 

في عينيه دسها

سار في الأسواق

صارت له خليلات وأنثى 

يدسها ماءه العزيز

فتفضي له بأميرات و أمراء 

لجرحه المتجدد

مات من مات

و توارثت أجيال خيبة  أجيال أخرى

و ظلت نفس الصور تبوح 

بنفس الجرح

علت أصوات

بالحنين نفسه

هنا عدوة لأندلس

هي ليست أندلس

هي هجرة أخرى بدأت

و لتوابيت ضيقة

سميت بيوت العصر

رحل الأمير 

و على الشرفات علق رياضه

و بعينه دس الصور ذاتها

و النجمة نفسها تحميه 

و تعد بهجرة  أخرى 

إلى أطراف الخيبة

أو رمس لحزنه الكبير.

زمان  قبل المغيب عن المكان

نما ياسمين الكلام 

على قبر الأمير حيث ينام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى