إلى بعيدي

نمارق الكبيسي | العراق

إلى ذاك البعيد القريب، الراحل عني جسدًا، الساكن خلايا الروح..
أكتب إليك بحبر من دم الأشواق، بيد مرتجفة، وقلب أنهكه الفراق..
أما بعد..:
يا بعيدي وليس لرسالتي قبل ولا  بداية.. و ربما لن تكون لها نهاية، فشوقي لك لا تروي  ظمأه آلاف الرسائل، ولا يمكن لورقة بيضاء وحبر أسود أن يكتبوا  لك ما يكنه قلبي من جذوة مشتعلة، ونيران متقدة،  ربما يراودك  سؤال وأنت تقرأ حروفي،
– لماذا تكتبين لي إذن؟
أكتب لك لأطفئ شيئًا بسيطا من تلك النيران، لأشكو لك منك، لأقص عليك ما فعله غيابك من آثار وندوب عميقة شفائها صعب، وتركها بلا دواء أصعب.
كيف حالك يا كل حالي؟
ماذا فعلت بك الأيام؟
هل سقتك من مر الغياب كما سقتني أم إنها لن تفعل؟
هل تتذكرني؟
أم الثلاثمائة والستين يومًا جعلوك تنسى ملامحي ومحت نشوة حبك لي؟
هل ما  زالت ابتسامتي توقظ صحو الربيع في حدائق ثغرك؟، أم أنها لم تعنيك شيئا بعد الآن؟
أخبرني كيف سأحارب تعاسة الأيام إن لم أستطع انتشالك من أعماقي؟
كيف سأمضي قدمًا ومازالت صبابتك تحرقني، تعيدني إلى حيث أنت هناك؟
كل الأيام تخلو منك؛ بل هي مليئة بك، ثمة تناقض بين حبي وحبك لا توازن بينهما.
أخيرًا وتلك النهاية المفتوحة التي سأظل أكتبها في سطوري وفي كل قصائدي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى