غوبلزية صناعة البطل في الثقافة الانهزامية.. قراءة في نص “حَمـْدان” للعراقي “عادل قاسم “

 باسم عبد الكريم | العراق 
أولا – النص :
ولقدْ اوهمتُ نَفسي، رُبَـّـما
هُمْ اَوهمــوني،إنني أشبهُ جَدي

شخصهُ ،ُ وجهه ُالمشرقُُ ،مــنُْ
ماءٍ ،ومن طِينٍ، وَبَرْديْ

كلما إجْتمَعتْ على ذاتِ الحَصيرة
ثلةُ الوجهاء ِفي بيت ِ العَشيرة

هَلِّلوا. حمدانَ هذا،
إنهُ الفارسُ في زَمن ِ التَردي

وأنا صَدَّقتُ نَفْسي وأَبي زَهيانَ.
ُ يَلثمُ جَبهتي حِيناً و خَدي

ولقدْ مرَّ زمانٌ وَأنــا،
ما زلتُ حمدانٌ انا ،أَرْكضُ وَحْدي
……
ثانيا – القراءة :
في زمن الاندحارات واستباحة الأوطان أرضا وشعبا ، ومايولده من انكسارات نفسية ، ويفضحه من زيف وجبن وحتى خيانة الزعامات من قادة وحكام ، تتم صناعة (حمدان) كفارس مغوار ، من رحم ثقافة الخواء والانهزامية العربية كمقابل للبطل الحقيقي المفقود، فيكفي أن يكون هناك تقاربية متوهمة بين صفات شخص ما وآخر من السلف الصالح عرفت عنه ملامح البطولة (إنني أشبهُ جَدي
شخصهُ ،ُ وجهه ُالمشرقُُ ،مــنُْ
ماءٍ ،ومن طِينٍ، وَبَرْديْ) / هنا المواصفات تقودنا إلى سومرة (من سومر) ذلك الجد حتى يتولى أرباب السلطة وأبواقها بالتبشير بولادة فارس الأمة الذي سيعيد إليها أمجادها
(كلما اجْتمَعتْ على ذاتِ الحَصيرة
ثلةُ الوجهاء ِفي بيت ِ العَشيرة
هَلِّلوا. حمدانَ هذا،
إنهُ الفارسُ في زَمن ِ التَردي) وبغبلزة (من غوبلز الهتلري الدعاية/ اكذب اكذب حتى.. يصدقك الناس) هذا الفارس ، يصدق الناس وجوده، بل إن المسكين حمدان واباه يصدقان تلك الكذبة ( وأنا صَدَّقتُ نَفْسي وأَبي زَهيانَ.
ُ يَلثمُ جَبهتي حِيناً و خَدي) ، لكن الزمن كما فضح رأس الدعاية النازية، يفضح كذبة الغوبلزيين العرب فحمدان ظل يركض وحده / يركض مكافئ صولة الفارس على صهوة جواده في المعارك ،فقد اكتشف الجميع انه فارس من ورق مطابع وزارة اعلام حكومات الخنوع والخور (ولقدْ مرَّ زمانٌ وَأنــا، مازلتُ حمدانٌ انا ،أَرْكضُ وَحْدي).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى