الحيلة والفتيلة.. ماذا يقصد بهذه التسمية الشعبية

ماجد الدجاني | فلسطين

تعد عبارة ” الحيلة والفتيلة ” من المقولات الشعبية المتداولة على السنة النساء فتقول المرأة عن شيء ثمين عندها، وليس عندها سواه: “هيدا الحيلة والفتيلة “، حتى أنها قد تقول احيانا عن ابن وحيد عندها: ” هيدا هو الحيلة والفتيلة ” .

قصة هذه العبارة ان قديما كانت العروس تحضر معها جهازها إلى بيت عريسها في صندوق “حفر جوز مطعّم”. وفي الصندوق، بالاضافة إلى الألبسة الخارجية وإلى “بقجة” الألبسة الداخلية توضع “السَّبوبة”.

” والسَّبوبة ” هي كيس من الحرير المطرز تضع فيه العروس ، بالاضافة إلى ما عندها من حلي، رزمة فتائل ورزمة دكك, وحين وصولها إلى منزل عريسها ـ ويكون ذلك غالبا في المساء ـ تعمد إلى سراج البيت (القنديل)، فتنزع فتيلته وتضع مكانها إحدى فتائلها وتشعلها بنفسها رمزا لنور عهد جديد وحياة مشرقة بالأمل.

وعلى العريس أن يتجالد فلا يقترب من العروس حتى ينتهي احتراق الفتيلة، فإذا كانت الفتيلة طويلة تضايق العريس، ولذلك يقال عن المرأة، إذا كانت كثيرة الكلام تحب المماحكة والجدال : “أف ما أطول فتيلتها”.

وكانت التقاليد توجب على العروس أن تصنع لباسها الداخلي دكة من الحرير مع رزمة دكك احتياطية تضعها في سبوبتها. و دائما بحسب إرشادات والدتها أو إحدى نسيباتها ، وأن تحتال في عقدة دكتها بحيث يصعب فكها، ولا يجوز قطعها، فكان على العريس أن يستعين احيانا بأظافره وأحيانا بأسنانه ليتمكن أخيرا من حل العقدة التي كانوا يسمونها ” حيلة ” إذ كلما تأخر العريس في حل حيلة العروس كان ذلك رمز تعففها.

ولذلك يقال عن المرأة المستهترة ـ من قبيل الاستعارة ـ ” الله يلعنها ، دكتها رخوة “، كما يقال عن المرأة التي تتبنى ولدا ، أنها أنزلته من دكتها، إذ كان على الطفل أن يمر تحت دكة المرأة ليصبح ابنها بالتبني. أما عن “الحيلة ” فما زلنا نسمع بعض القرويين، إذا انعقد الحبل معهم عقدة يصعب حلها ، يقولون إن الحبل معقود ” عقدة حيلة ” .

وهكذا تبدو أهمية “الحيلة والفتيلة” في حياة امرأة ذلك الزمان، إذ كان يمكن للعروس ان تأتي الى بيت زوجها بدون صندوق مطعَّم ، وبدون “بقجة” وبدون حلي ، لكن التقاليد لم تكن تسمح لها أن تأتي بدون ” الحيلة والفتيلة “.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى