هَانَتْ نُفُوسُهُمُ

د. عز الدّين أبو ميزر| فلسطين

وَإنَّهَا عَن قَرِيبٍ تُنْشَرُ الصُّحُفُ

مِنْ فَوْقِ قَبْرِكَ قَد مَرَّتْ وُفُودُهُمُ

وَكَمْ تَمَنَّوُا لَفَوْقَ القَبْرِ  لَوْ وَقَفُوا

وَمَا أمَانِيُّهُم إلَّا سَرَابَ هَوًى

فَاللهُ فِي نَحْرِ مَنْ بِالرُّعْبِ قَد قُذِفُوا

وَفِي الإمَارَاتِ أشْيَاخٌ عُيُونُهُمُ

تَرَقُّبٌ وَقُلُوبٌ كُلّهَا شَغَفُ

هِيَ اتِّفَاقِيَّةُ ابْرَاهَامَ قَد كُتِبَت

بِأحْرُفٍ مِنْ دَمٍ  فِي القُدسِ يُنْتَزَفُ

يَا يَومَ كُنْتَ وَمَا أَغْنَتْ حُصُونُهُمُ

وَحَدُّ سَيْفِكَ لَمْ يُغْمَدْ لَهُ طَرَفُ

وَهُمْ يُسَاقُونَ وَالدُّنْيَا تَدُورُ بِهِمْ

كَأنَّهُمْ لِلمَنَايَا كُلُّهُمْ هَدَفُ

لَوْ بَعْضُ رُوحِكَ فِي قَادَاتِنَا سَكَنَتْ

أَوْ قَد تَبَقَّى بِأيٍّ مِنْهُمُ شَرَفُ

مَا ظَلَّ مَسْرَاكَ حَتَّى اليَومَ مُرتَهَنًا

وَالكُلُّ يَنْظُرُ وَالأَهْوَاءُ تَخْتَلِفُ

هِيَ الخِيَانَةُ تَجْرِي فِي عُرُوقِهِمُ

وَمِنْ عُقُودٍ خَلَتْ وَالحَقُّ مُختَطَفُ

وَسَوفَ تُبْدِي لَنَا الدُّنْيَا طَوِيَّتَهَا

مَنْ قَلْبُهُ اللّؤْلُؤُ المَكْنُونُ وَالصّدفُ

وَمَنْ سَتَبْيَضُّ بَعدَ الكَشْفِ أوْجُهُهُمْ

وَمَنْ سَتَسْوَدُّ مِنْهُمْ حِينَ تَنْكَشِفُ

وَمَا ظَنَنْتُ بِهِمْ خَيْرًا وَإنَّهُمُ

الأَشَدُّ فِي النَّاسِ كُفْرَا إنْ هُمُ وُصِفُوا

يُخَادِعُونَ وَإنَّ اللهَ خَادِعُهُمْ

وًإنَّهَا عَنْ قَرِيبٍ تُنْشَرُ الصُّحُفُ

وَالنَّاسُ فِي الأرضِ فُسْطَاطَانِ شَرُّهُمُ

مَنْ عَنْ سَبِيلِ الهُدَى لِلضّلَّةِ انْحَرَفُوا

وَأنَّ مَنْ طَبَّعُوا هَانَتْ نُفُوسُهُمُ

وَفِي فِلِسْطِينَ شَعْبٌ كُلُّهُ أنَفُ

رَغْمَ احتِلَالِ أرَاضِينَا فَأنْفُسُنا

مَا انْهَدَّ رُكْنٌ لَهَا أوْ أُسْقِطَتْ سُقُفُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى