كيف نقرأ الشعر

عبد الكريم احمد الزيدي / العراق

تعلمنا منذ الصغر هذا النوع من الادب الذي وجدناه مفروضا علينا قراءته وحفظه في كراريس مدارسنا، ولقد كان اغلبنا يجد مرارة في قبوله وحفظه وهو يتلكأ في مفردات معانيه وصعوبة فهمه وهضم موضوعه وحدثه..

هكذا اعزتي تربينا مع الشعر ومن منا كان يحبه ويتأثر به !!؟، ونادرا ما تجد نفرا ينحاز الى لذة لحنه وغاية معناه فيأخذ منه وينهل من تجربته.

تعلمنا أن نحفظ ما طاب وزنه وسهلت قافيته ، وانا هنا لا اريد ان اقتحم في تفاصيل بناءه واجتهاد الشاعر في كتابته
وإن كان المختار منه لكبار واشهر شعراء زمانه ، ولكنه بالتأكيد كان انتقاء لمراد من يريد نشره وتعليمه في مجاله..

والتركيز هنا لايجوز لشهرة كاتبه ومقامه وانما يفترض أن يكون لجمال بناءه ولغة تعبيره واساس معناه ولهذا نجد معظمنا لانردد الا ابيات قصائد خلدها من اراد ان يفرضها علينا…

ربما كانت المقدمة قاسية في النقد وإن كانت الحقيقة والواقع ، ولكي لا أطيل عليكم ما أردت تقديمه وجدت من المفيد أن نتعلم كيف نقرأ القصيد ونقف على عذوبة ومراد كتابته ، فالقصيدة تبدأ عادة بفاتحة بيت شعري يوجه فيه الكاتب وجدان وروح قارئه الى لون القصيد ليشد منه ويأخذه الى ما يريد وهنا تبدأ بنية وقوام الحدث ليستمر بعده تناغم تسلسل القصة ( وهنا انا ارى ان الشعر قصة يريد كاتبها ان يخرجها بنغم وحس وموسيقى تداعب روح القارئ وتسحره )، ولهذا فأن العديد من الشعراء يحرص أن يكون هذا البيت مفتاحا لباحة عطاءه ومبتغى كتابته ، وبمعناه يمكن للمتلقي أن يفهم الغاية والفكرة من القصيد..

أما مسؤلية القارئ فتبقى في التفتيش عن مايسمى ببيت القصيد وهذا يمكن أن يجده في اي موقع بين ابيات القصيدة ليفهم كامل ما اراد كاتبه أن يوصل إليه
ولهذا فإنك يمكن أن تجده في بداية أو وسط واحيانا في نهاية ابيات القصيدة ، ولتسهيل ما أردت أن أوضحه فإن القارئ متى ماوجد في نفسه شدا باتجاه بيت شعري يلزمه التوقف والامعان فيه وترديده فإنه وقع في المطلوب..

ولذا نجد الكثير منا يردد بيتا شعريا واحدا من مجموع ابيات القصيد ويكاد يحفظه لأنه يجد فيه ضالته، والاغرب هنا أن كثيرا ممن كتبوا الشعر ولم تسنح لهم فرص الظهور والشهرة تلصق ابيات من كتاباتهم لقصائد شعراء آخرين ليس لهم منها ربط أو دراية ولكنها تشترك بالوزن والقافية وربما بالحدث، فيقال في حالات أخرى أن هذا البيت الشعري دخيل على القصيد، بينما في حالات أخرى ينسب البيت الشعري الغالب إلى كاتب مغمور أو حتى أحيانا إلى المجهول..

أما ختام القصيدة فأنه يأخذ ذات المنحى في فاتحته، لذا تجد الشاعر يجتهد في صياغته وتغليب وقعه ليترك بصمته الثاقبة في نفس القارئ وليوقع به في ما اراد..

تعلم أخي القارئ أن تعيش القصيدة بتدبر وثقة وان تعاود التمعن في مخارجها كي تستمتع بما اراد كاتبه أن يوصله سهلا جميلا عذبا اليك،فلا تبخل انت بدقائق منك
أن تتذوقه وتسعد به…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى