سوالف حريم.. شعب الجبارين

حلوة زحايكة | القدس العربية المحتلة

فلسطين مهد الديانات السماوية لا تعرف الطّائفيّة، فهي بلد التعددية الثقافية، ولا مكان للطائفية البغيضة فيها، ولم تكن حادثة الشاب المسيحي الذي شارك في اعتصامات المقدسيين في الشوارع عند بوابات المسجد الأقصى في تموز –يوليو- 2017 الأولى من نوعها، ولن تكون الأخيرة، فعندما تمّ اشعال النيران في المسجد الأقصى يوم 21-8 1969، شارك المسيحيون يتقدّمهم رجال الدّين المسيحي في اخماد ذلك الحريق الذي أتى على منبر صلاح الديّن التاريخي، وألحق أضرارا جسيمة بالمسجد العظيم، وفي كل الاعتداءات التي تعرض لها شعبنا ومقدساته من المحتلين، كان المسيحيون والمسلمون جنبا إلى جنب في التصدي لتلك الاعتداءات. وهذا ليس جديدا على مسيحيي العالم العربي، ففي القرن الحادي عشر تصدوا لغزو الفرنجة للمشرق العربي فيما عرف بالحروب الصليبية، وقدموا أرواحهم رخيصة في الدفاع عن وطنهم.

وللتذكير فإن الفلسطينيين بشكل خاص والعرب بشكل عام قد عاشوا جنبا إلى جنب مع مواطنيهم اليهود، قبل نشوء الحركة الصهيونية، التي استطاعت تجنيد اليهود، للوقوف في الصف المعادي لشعوبهم.

وبالأمس سمعت حادثة تؤكد على أن لا مكانة للطائفية بين أبناء الشعب الواحد في فلسطين، ففي إحدى قرى القدس، وقبل سنوات قريبة تمّ بناء مسجد في إحدى قرى القدس، وقد صمّموا لهذا المسجد قبّة عظيمة ثقيلة الوزن، ولم يجدوا رافعة تحملها لتضعها في المكان المحدد فوق المسجد إلا عند رجل مسيحي، وأثناء رفعها تهامس البعض بأن صاحب الرافعة سيطلب أجرة مرتفعة، وعندما انتهوا من تركيب القبة، سألوه عن أجره، ففاجأهم بقوله:

هذا تبرع مني لوجه الله، ولا فرق بين المسجد والكنيسة، فكلاهما مكان يرفع فيه اسم الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
  • صمت
زر الذهاب إلى الأعلى