صكوك الغفران البيضاوية والبراءة البابوية

سمير الجندي | فلسطين

آلاف أشجار الزيتون والتين والكرمة، دفنت تحت الطرق السريعة التي تسير عليها اليوم سيارات المستوطنين… مئات القرى سويت بالأرض… وملايين من المشردين الذين كتب عليهم دفع فاتورة غيرهم… راحت العدالة… موسى كليم الله لملم اليهود. لكنهم خانوه فتبعثروا وضاعوا بين الطورين…

أنا لم أقرأ الفلسفة ولا أعرف منها غير حروفها الأولى.. غير أن أملي أن تنقذ القناعة نفسها… كما آمل أن أنقذ ذاكرتي بأن ألج مسعى بليغا جدا في الفلسفة إذ ربما أصحو إلى نفسي لأختصر وقت الغم لأنبيء أن النبراس في وسط النفق قد خبا.

فليس ثمة وسيلة لإنقاذ المسجد والكنيسة. ولن يجبرنا أحد على حرق بنادقنا… فهذه طريقنا لا تطوى… ولتعيد لنا الملائكة بعض ريشنا لندور حول الشمس ونطير من جديد… تلك الحدائق الخضراء التي دفنت فيها جثامين الأنبياء مسيجة بالأدعية النابعة من عقائد الشهداء.. فمن منا يموت مرتين؟ الشهداء يموتون ولا يموتون لكنهم يموتون عندما نحن نميتهم بجهلنا وتقاعسنا وترددنا التعيس…

فمن سيرشدنا إلى جادة الحق غير أنفسنا فلنواصل علاجنا ونقدم لشبابنا الترياق المقدس… أين أنتم أيها القديسون الذين يتكلمون باسم الرب؟ أين ضمائر الأمهات اللواتي كنّ أول المصابين في زمن الهلوكست؟ ثم هل مصاصو الدماء الذين يشعرون بعقدة الذنب أحيانا حيال النساء اللواتي صلبن على مذابح الموت في عرض ملتهب أمام جمهور من السكارى البائسين…

فكم مدع يحيي ما يسمى هلوكست؟ وكم شهيدا كرسوا حياتهم لإحياء يوم التضامن مع شعب فلسطين؟ وكل عام يحصل سادة القتل على صكوك الغفران البيضاوية، والبراءة البابوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى