وداع رمضان

الشاعر العماني هلال الشيدي | مسقط

‫قد حان يعلي في الصواري الأشرعةْ‬
‫والقلبُ في المرسى يكفكفُ أدمعهْ‬

‫ما إن أتى ضيفا على أرواحنا‬
‫حتى بكى قلبي عليه وودعهْ‬

‫ونوارس الرحماتِ حان رحيلها‬
‫كانت تسبّح باللحون المبدعة

كانت تعلق في سماوات التراويحِ
القلوبَ القانتات المولعةْ

‫والموج من مدٍّ كريمٍ في الثرى‬
‫ها صار يرسم جَزْره كي يرجعهْ‬

وأنا على سِيف الوداع مبلل
بالشوق أرنو للسفين المقلعة

‏⁧‫#رمضان ‬⁩ يا عبق القلوب يفوح من
‏مسك الخشوع أراك تطوي الأمتعة

‏مهلا روديك فيمَ تمضي مسرعا
‏وعلامَ فُلككَ في غيابك مسرعة

‏وعلام تترك هذه النفس التي
‏ بك علقت آمالَها متطلّعة

أتضيع يا رمضان منا بعدما
وجد الفؤادُ لديك ما قد ضيّعه

أوشتتتْ تلك الليالي عقدَها
ذاك الذي زان الزمان وجمّعهْ

‏مهلا فكل شغافنا خفقت أسى
‏لحظات بُعدِك في الحنايا موجعةْ

فَيَداك للدعوات كانت غيمةً
هبَطت على نَفَس الدعاء لترفعهْ

أسفا لنفس لم تفض أكوابها
نورا وطوبي للكؤوس المترعةْ

ستعود يا رمضان والدنيا زهت
وخمائل النفس التقية ممرعةْ

أمل يرفرف أن نعود لحضنه
في الموسم الآتي بنفسٍ طيّعةْ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى