سوالف حريم.. مفاهيم خاطئة عن الغراب

حلوة زحايكة| فلسطين
يتشاءم العربان من طيرين هما البوم والغراب، ويُسمى صوت البومة نعيقا، كما تطلق عليه تسميات عديدة وهي: النهم أو النُّهام، وهو صوت ذكر البوم، كما يُسمى صوت البوم أيضا النَّئِيم، أما الضُّباح أو الضبح، أو الصدى، أو الهند فهو صوت أنثى البوم، أما صوت الذكر فيسمى أيضا الصخد، أما صوت صياح البوم فيسمى النئيج أو النأج، أما صوت صراخ البوم عندما ترفع رأسها فيسمى النوه. وصوت الغراب نعيق أيضا، والغراب والبوم مفيدان، فهما يصطادان الفئران والأفاعي والحشرات الضارة بالمزروعات.
وتعيش الغربان في جميع دول العالم، وفي بعض الدول الأوروبية يستيقظ السكان على نعيق الغربان التي تتواجد بكثرة.
وإذا كانت الغربان تصطاد نهارا فإنّ البوم تصطاد ليلا، وقد ورد اسم الغراب في القرآن حيث تعلم منه الانسان كيف يدفن موتاه، يقول تعالى في سورة المائدة:
” وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ. لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ. إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثـْـمِي وَإِثـْـمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ”.
والغربان التي يتشاءم البعض منها للونها الأسود، ولنعيقها المزعج تتحلى بعادات يفتقدها بعض بني البشر، فإذا ما وجد غراب طعاما، فإنه ينعق داعيا بني جنسه أن يشاركنه هذا الطعام. وإذا ما حاول أحد اصطياد أو احتجاز غراب ما، فإن بقية الغربان تهاجمه وتخلص شقيقها الغراب. فليت العربان تعلموا هذه الصفة من الغربان. والغربان تحمي أعشاشها ولا تسمح لأي مخلوق أن يقترب من بيضها أو من صغارها. ولله في خلقه شؤون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى