مولد الهادي

ماجد الدجاني | فلسطين

في ليلة عظمى مباركة السنا

ولد الهدى و مبدد الظلماء

ميلاد أحمد كان مولد أمة

ملأت بنور العدل كل فضاء

اقرأ تنزلت السماء بها فلم

نسمع وما عدنا من القراء

كسرى وقيصر والمقوقس زلزلوا

وهوى أمام الحق كل لواء

فعلام صرنا بعد مجد رائع

تجري بنا الأنهار محض غثاء

وعلام بعد مهابة وعدالة

نزعت مهابتنا من الأعداء

لما أدرنا للسماء ظهورنا

ضلت خطانا في مدى البطحاء

وتعثرت خطواتنا وتبخرت

طاقاتنا من سطوة الاهواء

أين السكينة أينها من أمتي

أين المسير على خطى العظماء؟

أين الكرامة من مسيرة أمة

كانت تسير بعزة و إباء

الله مولانا ولا مولى لنا

إلاه في البأساء والضراء

نهج تخذناه فكنا أمة

زرعت بهذا الكون زهر هناء

واليوم ذلت للعدى هاماتها فهوت

وصارت أرض كل بلاء

فغدت وليست ترعوي عن غيها

حتى غدت في الكون محض هباء

عشيت مآقينا وفي شبكية

العينين شاهت صورة الأشياء

سحبوا بساط المجد عن أقدامنا

والفكر صار يمور بالأدواء

يا أحمد الهادي تغير حالنا

لا لم نعد أبدا من الأحياء

هان الهوان على الرجال

وسكرت أبصارهم بالرمل والأقذاء

والقدس ضاعت غيروا ألوانها

عاث اللئام بموطن الإسراء

والراشد الثاني بعهدته التي

صارت حروفا في فم الخطباء

يبكي أمير المؤمنين لحالنا

يبكي المكبر دون أي عزاء

يبكي خليل الله لصوا مسجدا

حمل اسمه ليصير للجبناء

وبلال مسجدهم غدا من إرثهم

كم أسكتوا للحق كل نداء

والكاسيات العاريات تنوعت

أسمائهن وسرن دون حياء

والظلم مرتعه وخيم حكمة

مرت من الاجداد للابناء

والظلم صار اليوم عنوانا لنا

والعدل صار بمتحف الإنشاء

والظلم في أرض الكنانة راتع

وسياطه في تونس الخضراء

وبكل زاوية يمد جذوره في

السهل في الوديان في البيداء

وثقافة الإفرنج تغزو فكرنا

لكع هنا من أسعد السعداء

وتمور بالفن الرخيص بحارنا

وصنوف قينات على الميناء

والفن بالجنس الرخيص معلق

ومسلسلات خادشات حياء

وتحنط الإيمان في وجداننا

والنفس بالأكفان كالمومياء

و الاحتلال على تراثنا جاثم

ونسير رغم الذل في خيلاء

أنى سنبني يا محمد مجدنا

فوق الرمال برافعات غباء

ضلت خطانا والدروب تعددت

هذا صراطي قال رب سماء

لم نتبع درب الأمين ونوره

أنى المسير بأعين عمياء

صم وبكم والعمى عنواننا

والدين صار لخدمة الإمراء

حتى رجال الدين باعوا دينهم

ومجالس العلماء محض رياء

وقفوا على باب الأمير بذلة

ويل لنا من ذلة العلماء

ماذا أقول وماء حزن في فمي

والأمر فوق بلاغة الشعراء

هي آهة حرى وتحرق مهجتي

وبعين عين الروح نهر بكاء

يا أحمد الهادي تغير حالنا

ستقولها سحقا غداة لقاء

ونذاد عن حوض البشير ومائه

كغريب إبل رام حوض الماء

وتلوثت أرواحنا وتكدرت

صرنا مثال الأخوة الأعداء

غابت وعن كبد السماء شموسنا

هلأّ نعود لنهج غار حراء

هلا أتيت إلى أذلة امة

تذكي كرامتها على القصواء

يا ابن الذبيحين المكرم أمتي

ذبحت ومنها سال فيض دماء

لا لم نعد شم الأنوف أعزة

هان الكرام أيا ابا الزهراء

صم عن الحق المبين وصوته

ونصيح سحقا آه للأهواء

ضاعت دماء شهيدنا بنفاقنا

حتى نسينا سيد الشهداء

ضلت خطى بنت العروبة سيدي

عن درب خولة عن خطى الخنساء

يا سيد الأحرار هل من عودة

أم ضاع فينا اليوم كل رجاء

فمتى نعود لفكرنا ولوعينا

و نعيد للإسلام كل لواء

ومتى نعود لأمة عزت

وكم ملأت رحاب الكون بالأضواء

ومتى نعيد القدس والاقصى لنا

و تقر تهنأ أعين الشهداء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى