سوالف حريم.. اتّقوا البرد

حلوة زحايكة | القدس العربية عاصمة فلسطين

من الأحاديث الموضوعة: “اتقوا البرد فإنه قتل أخاكم أبا الدرداء”، ولم تثبت صحّة هذا الحديث لأن أبا الدرداء ولد وعاش بعد عهد النّبوّة، لكن معناه يبقى صحيحا، تذكرت ذلك بقلب دامٍ عندما شاهدت في وسائل الإعلام صورا لعدد من الأطفال والنساء والرجال السوريين، الذين قضوا نحبهم في موجة البرد الأخيرة التي ضربت المنطقة في الشتاء الفارط، أثناء محاولتهم دخول الأراضي اللبنانية تهريبا وهم يهربون من جحيم ويلات الاقتتال الدّائر في سوريا، وأرواح هؤلاء في رقاب من ساهموا في إشعال نار الفتنة في سوريا، لأسباب لن يستفيد منها غير أعداء سوريا والعرب.

وأنا أتذكّر في هذا البرد القارس والأسى يملأ قلبي على معاناة ملايين الفقراء والمحتاجين من البشر الذين لا يجدون مأوى يحميهم من قسوة الطبيعة، يتقطّع قلبي على مئات الآلاف من أبناء شعبي المحاصر في قطاع غزة منذ أحد عشر عاما، وازدادت المأساة بعد حرب اسرائيل على قطاع غزة في العام 2014، والتي أزهقت أرواح آلاف الأبرياء، وهدمت عشرات آلاف المنازل. واكتملت المأساة بقطع الكهرباء عن قطاع غزة الذي أصبح مرتعا للبطالة والعوز.

إن مشاهدة الأطفال والنساء والشيوخ يرتجفون وهم يغرقون في مياه الأمطار، وتعصف بهم الرياح العاتية تقطع نياط القلوب.

ملايين البشر يعانون في قطاع غزة، سوريّا، لبنان، اليمن ومخيمات اللجوء لمن شردّوا من ديارهم، والعربان في سباتهم، فكيف سيواجهون ربّهم يوم الحساب؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى