الأدب المقاوم والاشتراكي في مجموعة ” لست وحيدا مثل حجر ” لـ” سامي الكيلاني “

رائد محمد الحواري | فلسطين
الأدب الفلسطيني واكب العصر وتأثر به، هذا ما نجده في أدب القرن الماضي، فهناك الفكر الاشتراكي، والأدب المقاوم، ودور المرأة، كل هذه العناصر تعد سمة أدب القرن الماضي، وإذا أخذنا خصوصية فلسطين وما تتعرض له من احتلال، فإن هذا الجانب أخذ مساحة من مواضيع الأدب المطروحة، فنجد السجن والأسر له مكانة واضحة فيما انتج من أدب.


القاص “سامي الكيلاني” في مجموعة “لست وحيدا مثل حجر” يعبر بكل جلاء عن الأدب الفلسطيني المقاوم، حيث نجد مجموعة قصص تتحدث عن المعتقلين والاعتقال، وأيضا هناك أفكارا تحررية تهتم بالجانب الطبقي، مؤكدة على أن الثوار هم من الفقراء، إن كانوا عمالا أم فلاحين، وأيضا نجد القاص يهتم بالمرأة ودورها في الصراع الاقتصادي، أما على صعيد القص، فقد استخدم القاص أكثر من صيغة، منها القاص الخارجي، أنا القاص/المتكلم، تداعي ضمير المخاطب، وهذا ما أثرى المجموعة، بحيث نجد فيها أكثر من شكل لسرد القصص، كما أن تنوع المواضيع أخرج المجموعة من الفكرة الواحد، وهذا سهل على المتلقي وامتعه.
هناك مجموعة قصص تتحدث عن المعتقلين والاعتقال: “جمع الأسرى جمع، محاولة أخرى، الفارعة لن تمضي في الاتجاه الآخر، دور داير” وغيرها، وقصص تحدث عن المرأة ودورها الاجتماعي والاقتصادي “أخضر يا زعتر” وقصص تتحدث عن دور العمال الثوري “وين الجماعة، حوت يونس” وأخرى عن الصراع الطبقي ” قنديل نمرة 2″، واللافت في هذه المجموعة قصة “حجر” الذي يحدثنا عن نفسه، وعدم وجود قصة تحمل عنوان المجموعة، لكن غالبية المجموعة تم تحديد تاريخ ومكان كتابتها داخل السجون، سجن جنيد، نابلس المركزي، معتقل أنصار 3، ورغم قسوة مكان كتابة القصص، إلا إن القاص حافظ على حياديته، وقدم السجان بصورته الإنسانية، كما هو الحال في قصة ” صلبوه وما قتلوه”: “ربت على كتفه فاستدار، تكلم معه كلمات فهم منها أنه لا يستطيع فك يديه، فقد يأتي فجأة أحدهم، بدأ بتقديم فنجان الشاي من فمه حتى يجرع جرعة ثم يسحب الفنجان ويلتفت نحو الباب، عيونه يملؤها الخوف والحذر” ص108، ورغم أن هذه القصة تحدث عن التعذيب وما يعانيه المتعقل من ألم وقهر، إلا أن القاص لم ينجر وراء الفكرة، واستطاع أن يؤكد على أن الإنسانية تبقى عند بعض الناس، حتى لو فرض عليهم أن يكونوا في موقع لا يريدونه، ويمارسوا دورا لا يقبلونه.
المجموعة من منشورات وزارة الثقافة الفلسطينية، الطبعة الأولى 2020.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى