نرجسـية.. قصة قصيرة

نبيــل عـــودة | فلسطين

nabiloudeh@gmail.com

 في رحلة طيران جلست شقراء جميلة جدا بجانب محامي كبير ومعروف، الشقراء شدت أنظاره. قال لنفسه: ” لو كان لها عقلا بقدر نصف جمالها لكنت أجيرا عندها. سبحان الذي يهب الجمال لمن لا عقل له “. بعد تفكير أضاف لنفسه: ” الرحلة طويلة، ومع شقراء جميلة وغبية بالتأكيد ستكون رحلة ممتعة جدا وقد أدعوها بعد هبوط الطائرة إلى قضاء ليلة معي“.

بدأ يعاكسها . من أين سيدتي؟ هل تعرفين ان جمالك مميز؟ انا محامي أسافر لأمثل شركة عملاقة في قضية كبيرة ستدر علي مليون دولار بالتأكيد. يعمل لدي في المكتب عشرة محامين ويبدو أني سأحتاج إلى ثلاثة آخرين على الأقل. هل تبحثين بالمناسبة عن عمل؟ مكتبي يحتاج إلى موظفات جميلات لاستقبال الزبائن. زبائني من طبقة راقية جدا. تصوري أغنياء من مستوى بيل غيت يرفضون ان يمثلهم أحد غيري؟ الرحلة ستكون طويلة يا سيدتي، هل تعرفيني على نفسك؟

لكنها لم تنبس ببنت شفة. اشغل فكره لإيجاد طريقة جديدة يخرجها عن صمتها، ان يدفعها لتبادل الحديث معه، بقدراته الصياغية سيسحرها بسعة معرفته وتجاربه. وجد حلا، قال لها:

ما رأيك ان نتسلى بلعبة جميلة حتى لا نشعر بالوقت؟ وثرثر بعشرات الأسئلة والاستفسارات، وهي تنظر إليه شذرا ولا تجيب، تحاول التملص من مضايقته لها وهو يزداد اقتناعا انها صيد رائع لمحامي صار أسمه عنوانا لأصحاب الملايين.

– اسمعي يا سيدتي الجميلة، أقترح عليك لعبة، ونسبة الفوز من واحد لي إلى عشرة لك، انا أسألك، إذا لم تعرفي الإجابة تدفعين لي خمسة دولارات. ثم تسألينني أنت، إذا لم أعرف الجواب أدفع لك خمسون دولارا، ما رأيك؟

وضحك ضحكة كبيرة معتزا بمعلوماته وقدرته على الانتصار على هذه الشقراء الجميلة والغبية والمغرية بنفس الوقت.

نظرت اليه بطرف عينها، وهزت رأسها موافقة.

–وقعت بالفخ.  قال معتدا بنفسه، شاعرا ان الطريق لقضاء ليلة معها باتت مضمونة وسألها:

– ما المسافة بين الكرة الأرضية وأقرب كوكب في المجموعة الشمسية؟

لم تجب، أخرجت من حقيبتها خمسة دولارات وأعطته إياها، ضحك سعيدا لأنه أثبت تفوقه بالذكاء عليها من السؤال الأول.

– الآن دورك.  قال لها، سألته:

– ما الذي يصعد التل بثلاثة سيقان وينزل منه بأربعة سيقان.؟

فكر طويلا. وشعر بالإحراج لأنه لم يعرف الجواب. ثم اضطر إلى إخراج محفظته ودفع لها خمسين دولارا. الشقراء أدخلت النقود لحقيبتها دون ان تقول شيئا. المحامي قال لنفسه:

–  يبدو أنها أذكى مما توقعت . سألها:

– حسنا، ما هو الجواب لسؤالك؟

ودون ان تقول الشقراء أي كلمة، أخرجت من محفظتها خمسة دولارات وأعطتها للمحامي!!

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى