أهدى السلامَ إلى الدنيــا بِرُمَّتِها

محمد عليبة | شاعر مصري _ مسقط

أُذوِّبُ الشِّعرَ في الكَاساتِ ألحانا 

فأسْكِرُ الروضَ أطياراً وأفنـانا

وتُسْلمُ الجـنُّ إنْ أسْمَعْتُها قدَراً 

(بأيِّ آلاء) باتَ الـدمــعُ هتّــانا 

سحرُ الفراعينَ ما ألْقتْهُ ساحرةٌ 

في حبِّ أحمدَ إلا باءَ خـذْلانا 

يميسُ حرفٌ على نونِ الحروفِ إذا 

مسَّ الحبيبَ سما رُوحاً ورَيْحانا 

يعانقُ النجمَ تيهاً يزْدَهي طَرَبَاً 

ويستوي في بلاطِ العشقِ سُلْطانا 

طرقتُ بَابَـكَ يا ربي على وجلٍ 

وجئتُ أطلبُ منك العفوِ إحسانا 

في لجَّةِ البحرِ والأوزانُ هائجةُّ 

هبِ السفينـةَ يا مولاي شُطـآنا 

ولا تكلْني لنفـسٍ خابَ صاحبُها 

من آثرَ النفسَ عاشَ العمرَ أسوانا

واقبلْ يقينيَ ـزادَ الركبِ ـ راحلتي 

دموعَ عيني صلاةَ الليلِ  قُربانا

بيْتٌ من النورِ فيه العزُّ مؤتلقٌ 

قد تيَّمَ المجدَ أزماناً فأزمانا

من صُلْبِ آدَمَ مسْرَى النورِ منْتَقِلٌ 

على سفينـةِ نوحٍ طَـاَبَ إنسـانا

يدُ الخليلِ صلاةُ الحمدِ راضيةٌ 

فمُ الذبيحِ يرومُ الصبرَ إيمانا

ويجهشُ الكونُ بالتسبيحِ مرتجياً 

حتى تكادُ تذوبُ الأرضُ وديانا

اذبحْ فُديتَ فصلى الكونُ مبتهجاً 

حاشـا لربكَ أن يُقصِيه نُكْرَانا 

تواترَ النورُ في أحشـاءِ آمنةٍ 

فأطفــأ  اللهُ  للأعداءِ نيـرانا 

للغارِ سرٌ وكان اللهُ يعلمــهُ 

(اقرأ) هُديتَ لواءَ الحقِ شريانا

من (دثريني) وعينُ اللهِ تَحْرُسُهُ 

يَسَّاقطُ الدمعُ حينَ الذكرِ تحنانا 

سفينةُ اللهِ (بسم اللهِ) حَافظها 

وخاتمُ الرسلِ ما أسماه رُبـانا 

اصدعْ كُفيتَ بعزِ اللهِ مُعتَصِمَاً 

واغْرِسْ بُذُورَ السَّنَا وحْياً وقرآنا 

تبتْ يدا واستحالَ القولُ معجزةً 

لو قـال: آمنتُ لانْهَدَّ الذي كانا

حاشا لربكَ علامُ الغيوبِ كما 

سوَّى الملائكَ سوَّى ذاك شيطانا 

تجرعَ الكفرَ في أحشائِه أزلاً 

فهل يقود ضِياءُ الشمـسِ عُميانا 

محمدٌ واستوت للدينِ مملكةٌ 

عزَّت بمعجزة الأنفال أركـانا

العفو يومَ قصاصٍ كان رايَتَهُ 

فيومَ قال (اذهبوا) قد ساقَ بُرهانا

رَبَّىَ رجالاً تَهُزُّ الكونَ زأرتُهم 

عَمْرَاً، علياً، أميرَ الصدقِ، عُثمانا 

أرسى جبالاً فكانوا تحت رايته 

سعداً، بلالاً، صهيبَ الخيرِ، سلمانا 

فالفرسُ والرومُ والأحباشُ إخوتُه 

يُباركـونَ على اسم اللهِ أوطـانا 

أهدى السلامَ إلى الدنيا بِرُمَّتِها 

وأثبتَ العدلَ بين الخلقِ ميزانا 

أنا الشتيتُ وذنبي هَدَّني أَمَدَا 

فامنح جَنانِيَ منك العفوَ غُفرانا 

في حبِّ أحمدَ يا ربي أروم هدىً 

فهل يكونُ جزائي فيـه حرمانا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى