إلى الله نسير

نادية محمد | شاعرة وكاتبة مصرية

من كتاب (مصيبة نامة ) أو كتاب الألم كما ترجم العنوان بالعربية  للشاعر الفارسي فريد الدين العطار. في التعرف على الله سبحانه وتعالى .

حينما يكون الله هو (الظاهر) فإنه يكون كل شيء وليس في أيد شيء منه سوى التخيل، ويخفى عليك وكيف تتأتى لك رؤياه ومعرفته، وكل ماتراه ليس أكثر من خيال وكل ما تعلمه عنه من علم الظاهر ليس أكثر من محال

يسأل المريد الشيخ:

إن اسماء الله الحق  تفوق الحصر.

فقال الشيخ له أيها المريد الشديد الغفلة. ليس للحق في الحقيقة أي اسم ذلك لأن كل ماتدعونه به ليس (هو) وذلك الذي تحصيه وكل ما تعلمه ليس هو. لو تجرعت بالقوة مائة بحر فكن ثابتا كالجبل، ولا تكن هائجا مثل بحر ولا تكن هكذا في النهاية لأنك من جرعة واحدة  (يقصد لو فتح لك باب التعرف على الله) ستسلك الطريق مثل السهم بشجاعة، اترع الأبحر السبعة (أي انهل واشرب وارتوِ حتي يتنقل بين مراتب الإيمان ومعرفة الله والله أعلم )  ثم مت في أنين من الرغبة إلى قطرة أخرى من التعرف والمحبة. مت صاديا لهذا لو كنت حيا .

 كن تراب هذه الأعتاب لو كنت عبدا ولا تلحس الكأس كثيرا (أي تستطعم القطرة الأولى وتقف عندها) يا أبا العجب ! وحينما تترعه (أي امتلأ الكأس أي شبعت روحك وارتوت من القطرة الأولى) اطلب كأسا أخرى. وكل من لا يصير حبلى من ألم هذا الطعم والاشتياق يصير امرأة ولا يكون رجلا ( ويقصد الآية ” رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ” والتجلد في طريق الله) هذا لأن يكون في قلبك ذرة ألم الله أفضل لك من  نتاج العالمين (الأنس والجن) . الخلق من كل نوع يموتون في الطريق .

إليه حينئذ سيحملون الخلود . ولتكن الروح ثمله بهذا الألم أي ( ألم الأشتياق لجرعة أخرى من المحبه والتعرف إليه) .

ويختم الولي بالمناجاة إلى الله (أنا في وسط الطريق وحيد، وبقيت وحيدا وحائرا يامن أكون عندك وحيدا يكفيني وجودك معي. فإذا كنت وحيدا بلا رفيق فيكفيني ذكرك رفيقا لي حتى الأبد .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى