مقالب سخيفة!

صبرى الموجى/ رئيس التحرير التنفيذي لجريدة عالم الثقافة

بملابس عاريةٍ، لم تُراع حُرمة الشهر الفضيل، حيث أظهرت أكثر مما أخفت، طلت علينا ضيفات برنامج ( رامز واكل الجو)، والذي عُرض في أحد أشهُر رمضان السابقة، وإلى جوار تلك النجمات جلس مُقدم البرنامج، وعلى وجهه علامات الهلع والخوف من انقلاب الطائرة، وسبكا للدور يحتضن ضيوفه – خاصة النساء –  بحركات هستيرية تدليلا على الخوف، دون مراعاة لأخلاق، أو احترام لمُشاهدين.
وفي هذا العام طل علي المشاهدين نفس الشخص ببرنامج آخر يعج بالسخف والشتم والسباب، الذي يقذفه ضيوف وضيفات البرنامج، جراء ما يتعرضون له من مقالب ينقطعُ لها الخلف.

وإذا كُنا نُقر أن الطرفة من الإسلام، فإن برامج ( رامز جلال، والراقصة فيفي عبده، وغيرهما) أبعد ما تكون عن الطرفة والدعابة، لأن الطرفة الهادفة هى التى تُدخل الفرحة على قلب المشاهد أو المستمع، أما ما يجرى فى تلك البرامج فهو نوعٌ من الإسفاف، وصورةٌ من صور تعكير المزاج السمعى والبصرى، جراء ما نشاهده ونسمعه من صرخات الضيوف، وألفاظ الشتم بالآباء والأمهات التى تبدر عن الضيوف ثأرا لأنفسهم من تلك المقالب الساخنة.

ورغم إنفاق الملايين على البرامج سالفة الذكر وغيرها، إلا أن المُشاهد لا يجني أى فائدة سوى إثراء قاموسه بكلمات الشتم والتجريح، وتفتيح عينه على مقالب سخيفة تضع بسببها كلُ ذات حَملٍ حَمْلها.

والمؤسف أننا كعرب ومسلمين أشبه بأسراب الطير، التى تُغرد أفراخها خارج السرب، فلو وُجهت تلك الأموال الباهظة التى تُنفق على تلك البرامج التافهة لإعداد برامج تثقيفية ومعرفية لكانت الفائدة أكبر والمُتعةُ أشد.

إن هدف الإعلام هو التنوير والتثقيف، أما ما نراه من برامج تعج بالإسفاف، وتقتل الوقت، وتخدش الحياء، فهو دليل على خُبث المؤامرة التى دُبرت بليل، لتفريغ عقول الشباب والفتيات؛ لتصير أمتنا كغثاء السيل.

إن الفرق واضحٌ بين برامج اليوم التى تُقدم عبر الشاشات وبرامج الأمس، فبعدما كُنا نتابعُ قديما برامج هادفة تُنمى الفكر وترقى بالوجدان، مثل برنامج ( العلم والإيمان)، و( جولة الكاميرا)، و( عالم البحار )وغيرها، طفت على السطح مُؤخرا برامجُ تافهة تزعج المُشاهد، وتتنافى مع الذوق العام.

وإن كان ثمة عجب، فمن تقاضى ضيوف تلك البرامج أجرًا نظير استضافتهم، مما يعنى أن المقلب لم يُكن فى الضيف ولكن فى المُشاهِد.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى