تَعرَّفْ على نبيك وشفيعك محمد وعرِّفِ الناس به

د. عادل المراغي | الأزهر الشريف
إذا كان آدم _ عليه السلام _قد علَّمه الله الأسماء فإن محمدا _ صلى الله عليه وسلم _ قد أوتي جوامع الكلم واختُصِر له الكلام اختصارا
وإذا كان الله تعالى قد أطفأ النار لإبراهيم الخليل _ عليه السلام _ فإنه أطفأ لمحمد _ صلى الله عليه وسلم _ نار الحسد (كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله)، وأطفأ بمولده نار المجوس التي ظلت ألف سنة تُعبد من دون الله.
وإذا كان الله تعالى قد فلق البحر لموسى _ عليه السلام _فإنه تعالي فلق القمر لسيد الخلق محمد _ صلى الله عليه وسلم _
وإذا كان الله تعالى علَّم سليمان لغة الطير والوحش فإن النبي محمد _ صلى الله فهم لغة الطير وكلمه الجمل، والضَّبّ، والذئب وتكلمت إليه ذراع الشاة المسمومة، وحن إليه الجذع، وسلّم عليه الشجر، والحجر، والمدر.

عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم- : (إني لأعرف حجراً بمكة، كان يُسلم عليَّ قبل أن أُبْعَث، إني لأعرفه الآن) رواه مسلم
وإذا كان الله تعالى قد رفع إدريس مكانا عليا فإنه تعالى رفع سيد الخلق إلى سدرة المنتهي.
وإذا كان الله تعالى قد فلق الحجر لموسى بالماء فإنه فجَّر الماء من بين أصابعه الشريفة.
وإذا كان الله تعالى أعطى يوسف _ عليه السلام _ شِطر الجمال فإن محمدا – صلى الله عليه – أُعطي الجمال مع الجلال فما رآه أحد إلا هابه وأحبه فكساه الله الجلال مع الجمال.

وكان أصحابه – رضوان الله عليهم – يقولون: لربما نظرنا إلى القمر ليلة البدر فنقول: هو أحسن في أعيننا من القمر، وقد وصفه أبو بكر الصديق – رضي الله – عنه فقال:
أمينٌ مصطفىً للخير يدعو

كضوء البدر زايله الظلام

ووجْه النبي – صلى الله عليه وسلم – في جماله وإشراقه ونوره وصفائه كان مثل الشمس والقمر، قالت الرُبيع بنت معوذ رضي الله عنها: “لو رأيتَه رأيتَ الشمس طالعة”. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (ما رأيت شيئاً أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم، كأن الشمس تجري في وجهه) رواه الترمذي وصححه الألباني.

وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: (رأيتُ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في ليلة إضحيان (مضيئة مقمرة) وعليه حُلَّة حمراء، فجعلت أنظر إليه وإلى القمر، فلهو عندي أحسن من القمر). رواه الترمذي وصححه الألباني.
وإذا كان الله تعالى جعل عيسى _ عليه السلام _ يحيى الموتى ويبرأ الأكمه والأبرص فإن الله أعطى سيد الخلق محمد _ صلى الله عليه وسلم _ إحياء الناس من الظلمات إلى النور، و ردَّ عين قتادة في غزوة أحد بعد أن سالت على خده

أخوك عيسى دعا ميتا فقام له

و أنت أحييت أجيالا من العدم
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وجميع إخوانه من الأنبياء والمرسلين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى