جمعية بيوت الرحمن

أحمد بن هلال العبري | سلطنة عمان

في ظل الجوائح والابتلاءات تتكشف بعض احتياجات المجتمعات، وهذا أمر طبيعي في الحياة، ولعله ابتلاء فيه خير كثير لنا، فنسأل الله السلامة والحفظ للأحياء والشفاء والعافية للمرضى والرحمة للموتى، ونسأل الله أن يوفق جهود الساهرين على صحة الناس وأمنهم وتعليمهم وغير ذلك من مجالات الحياة في ظل هذا الوباء كورونا وغيره من الابتلاءات.

تابع الجميع سيناريو السماح لمزاولة المؤسسات أعمالها وارتياد الناس لمختلف المؤسسات من أسواق ومدارس ومستشفيات و مؤسسات حكومية أخرى، وبقينا نترقب افتتاح المساجد. وبعد حوارات وتصريحات ولوائح وغيرها وصلنا لمرحلة توقيع وكيل المسجد تعهدا بتحمله المسؤولية في حال عدم الالتزام بالارشادات والقوانين المنظمة.

وانقسم المجتمع طوال الأشهر الماضية في المناقشات بين مشجع للفتح وبين مثبط، بدأ من الموقف اتجاه اللجنة ثم الوزارة وأخيرا اتجاه وكيل المسجد، إذ نشر بعض وكلاء المساجد اعتذارا بعدم فتح المساجد التي يشرفون عليها.

لماذا كل ذلك؟ ألم يكن من الممكن تعزيز المسؤولية المجتمعية بدلا عن تحميلها الوكيل أو الإمام أو من يقدم طلب السماح بفتح المسجد.

من وجهة نظري أرى من الأهمية بمكان وجود جمعية أهلية على مستوى السلطنة تساند دور الوزارة  و وكلاء المساجد والأئمة، ولنطلق عليها مثلا (جمعية بيوت الرحمن) ويكون لها فرع في كل ولاية، ثم تتفرع في الولاية حسب الحاجة.

يناط بهذه الجمعية المشاركة في العناية بالمساجد بدءا من تشييدها ثم صيانتها وإثراء برامجها الإرشادية والتعاون مع الإمام عند الحاجة وكذلك الوكيل، والتدخل إذ لزم مع جماعة المسجد.

ولنأخذ مثلا هذه الفترة، فكم ستفيد هذه الجمعية في التعاون مع وكلاء المساجد المسموح يفتحها، فيتشكل فريق لكل مسجد يساعد الوكيل، يكون بعضهم من الأئمة والخطباء في المساجد التي لا تنطبق عليها الشروط ومعهم ثلة من المجتمع. ويكون الفريق مسؤولا مسؤولية تضامنية في الإشراف والمتابعة والوقوف مع الوكيل بالكلمة والمال والفعل إلى تعود الأوضاع لحالها الطبيعي. 

دعوتي هذه موجزة لمناقشة الفكرة وتحسينها ثم الأخذ بها حسب النظام المحدد لذلك. ولكن لا أرى مانعا من الشروع للضرورة في تشكيل الفرق التضامنية في الولايات تحت إشراف الأئمة والوكلاء والمسؤولين في كل ولاية.

نسأل الله السلامة للجميع، وأن تعود الجمع والجمعات والدروس لجميع مساجدنا. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى