يصنعني الخلودُ

فراس عمر حج محمد | فلسطين

(1)

‏وأنتِ تعدّين جلسة القهوة هذا الصباحْ

وترشفين بلطفٍ شفاه الوقت في الفنجان

وتقبلين على الحياة بقلبٍ أبيضَ

زهرة فُلّ

دوّني على جدارٍ لا يموتْ

بضع كلماتٍ تومئ لي

وتقول: 

“إنّني كنتُ هنا”

(2)

اهزمي الموت بالحبّ والشعرِ والمشي تحت المطرْ

لعلّني أنبتُ مثل تلك الشجرةْ

في مَراح البساتينْ

أنا إن كتبتكِ لا أهرمُ

لا أموتْ

لا يهزمني الوقتُ والحزنُ والطاغوتْ

سأظلّني ثمراً غنائيّاً في قلوب العصافير

(3)

طفلة ظَلّي كما كنتِ

أعيدي الأغنيات

ارقصي مع طيفيَ المرسوم في النصّ الأخير من الحكايةْ

اشبعي منّي على مهلٍ

وغذّي الوحيَ بي

أعدّيني شراباً نخبويّاً في سهرة القمر الطويلةْ

تزيّني باللون الفاتح الشفّافْ

لأراك زهرة لوزٍ تضحك نصف ثغرْ

هناك أنا سأكونْ

أرشف نصف ثغركْ

ليصنعني الخلود على شفاهك بيت شعر لا يموتْ!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى