الطفل حسين عبد الرسول . . المكتشف الفعلى لمقبرة توت عنخ آمون 

فريدة شعراوي | باحثة في التاريخ والمصريات

 هوارد كارتر” هو المكتشف الإنجليزي الذي سجل باسمه أهم اكتشاف أثري للمقابر الملكية، حينما اكتشفت مقبرة الملك توت عنخ آمون في وادي الملوك والملكات بمدينة الأقصر جنوب مصر، في 4 نوفمبر (تشرين الثاني) 1922،لكن كثيرين لا يعرفون شيئاً عن الطفل الأقصري البسيط حسين عبدالرسول الذي أرشد كارتر إلى المقبرة الذهبية، بعد أن أصيب الأخير باليأس والإحباط من التنقيب الخاطئ طوال خمس سنوات كاملة. 

 العمل بدأ عام 1914 ثم توقف بسبب الحرب واستأنف مرة أخرى عام 1917 ولمدة خمس سنوات متوالية لم يسفر البحث عن شىء، حتى إن اللورد كارنفون، ممول المشروع، بدأ التفكير فى وقف الإنفاق على البعثة، وكان حسين عبد الرسول أصغر العمال فى فريق كارتر، وكان الأمر بالنسبة له مجرد عمل ولم يدرك أنه سيكون المكتشف الأول للمقبرة، 

وذات يوم كان حسين عبد الرسول ينقب أسفل مقبرة الملك رمسيس السادس فاصطدم فأسه بدرجة سلم، ليصيح بتلقائية مناديا كارتر، والذى كان يشعر بالأسى والخيبة، “سيدى ارتطم فأسى بدرجة سلم، ليهرول كارتر مسرعا ويأمر بمواصلة الحفر ليصل إلى الـ16 درجة مؤدية إلى داخل مقبرة توت عنخ أمون، وفى اليوم التالى كان “كارتر” و”كارنفون” داخل حجرة الدفن الخاصة بالملك .

 مقبرة الملك توت عنخ آمون تنقسم إلى مدخل بسلالم من 16 درجة، يتبعها دهليز مائل، تتفرع منه حجرتان للتابوت والكنوز. كما تتفرع من الحجرة الأمامية حجرة إضافية صغيرة لجهة الغرب. وتتسم حجرة التابوت بجدران مزينة بنقوش من كتاب الموتى المقدس ، كما يطلق عليه اعتباطا ، فالمصرى القديم لم يعرف لفظ الموت لكن الخروج إلى النهار و حياة أخرى  .

لقد ضمت المقبرة أكثر من 5 آلاف قطعة أغلبها من الذهب الخالص، إضافة إلى ثلاثة توابيت تضم إحداهم مومياء الملك المحنطة، والمبهر في المقبرة أن محتوياتها تعطي صورة حقيقية ومتكاملة لحياة المصري القديم وطريقة العيش ، حيث احتوت على أشكال متنوعة من الطعام وآلات الموسيقى والترفيه والملابس والأثاث ، حتى ألعاب الملك وضعت معه .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى