العلماء نجوم الأرض

د. عادل المراغي | الأزهر الشريف

  إن الناظر في كتاب الله العزير يجد أن الله تعالي خلق الخلق وأبدعه واتقنه  ومن صور هذا الابداع أن جعل النجوم في السماء  لها ثلاث وظائف:  الوظيفة الأولى: 

أنها زينة للسماء، قال تعالي (إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ) سورة الصافات آية6، وقال جلت قدرته:

(ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين ، وحفظناها من كل شيطان رجيم ، إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين( الحجر : 16 – 18 )

 الوظيفة الثانية:

هداية للناس في ظلمات البر والبحر قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۗ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (97) سورة الأنعام. وقال جلت قدرته (وَعَلَامَاتٍ ۚ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ (16) سورة النحل.

 الوظيفة الثالثة:

 أن الله تعالى جعلها رجوما للشياطين قال تعالي:(وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ ۖوَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ) سورة الملك آية 5.

وقد ضمن هذا المعني قتادة تلميذ بن عباس فقال “خَلَقَ الله هَذِهِ النُّجُومَ لِثَلَاثٍ: جَعَلَهَا زِينَةً لِلسَّمَاءِ  وَرُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ، وَعَلَامَاتٍ يُهْتَدَى بِهَا ؛ فَمَنْ تَأَوَّلَ فِيهَا بِغَيْرِ ذَلِكَ: أَخْطَأَ ، وَأَضَاعَ نَصِيبَهُ ، وَتَكَلَّفَ مَا لَا عِلْمَ لَهُ بِهِ” ومن اللافت للنظر أن وظائف العلماء هي بعينها وظائف النجوم. 

فعن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن مثل العلماء في الأرض كمثل النجوم، يهتدى بها في ظلمات البر والبحر، فإذا انطمست النجوم أوشك أن تضل الهداة» رواه أحمد.

وهذا الحديث النبوي الشريف يبين فيه النبي صلى الله عليه وسلم أن العلماء هم مصابيح الهداية للناس جميعاً، وما مثلهم في الأرض إلا كمثل النجوم في السماء، فهم في الأرض يهدون الناس في ظلمات الجهل إلى الحق والخير وإلى ما ينفعهم في معاشهم ومعادهم،. كما أن  النجوم في السماء تهدي المسافرين في ظلمات البر والبحر إلى طريق السلامة وإلى بر الأمان.

 فالعلماء ينفون عن الدين تحريف الغالين وتأويل الجاهلين وانتحال المبطلين وهم رجوم لشياطين الإنس والجن  ينفون عن الدين الخبث والتحريف والغلو والتمييع  كما في حديث البيهقي (قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم : يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين).

   والعلماء هم زينة  الأرض وأمان العباد وغوث البلاد فهم نجوم يهتدي بهم الضال في القفار والغريق في البحار والمحبوس خلف الأسوار ، قال ابن المبارك: (لولا العلماء لصار الناس كالبهائم).

 وقال عبد الله بن الإمام أحمد: قلتُ لأبي: أيّ رجل كان الشافعيّ؟ فإني سمعتك تكثر من الدعاء له. قال: يا بني، كان كالشَّمس للدنيا، وكالعافية للناس؛ فهل لهذين من خَلَفٍ أو منهما عِوَض؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى