أرجوحة ماء

رشا فاروق | المنصورة – مصر

 

تحاورني 

فراشات ليلي

كلما استيقظ العمر 

على شرفته ..

ماذا تراه يقول

حين نحلق حوله 

بأجنحة الهيام؟!

 

قلت ..

 ذريني 

وحدي معه 

فحين يقول: أحبك

يتحول سرير الحلم

 إلى أرجوحة ماء 

بل موجة ضوء

تحت سماء 

من الحبور والدهشة

 

أما حين يقترب 

من شرفتي

سأتصيّرُ

شجيرة يقطين

بآلاف الأوراق

وآلاف الألوان…

 

وحين يهمس 

من قريب

فإن كل الاتجاهات 

تدخل في التيه 

وما أروع 

أن أتوه غافية

في قمة الصحو

بين ذراعيه

 

حينها

ستزقزق الشمس

مثل طائر حب 

أرجوانيّ الأجنحة

على جبين الليل

نكاية  بالغروب ..

 

هكذا

في كل دورة حياة

تتحول عيناه 

إلى بحيرة

وأتصير نورسا 

بألوان قزح

وبمليون جناح

 

حيث تأتي 

أسرابا

على غنج قصائدي

وكل قصيدة

قطعة ثلج 

أسمع أزيزها 

وهي ترقص 

على صدر النار الأزلية

بين يديه السحريتين الخبيرتين 

بالإحراق اللذيذ

 

أما  حين يقول 

 أحبك ..

مرة أخرى

فسأنثال 

كما في كل مرة

غيمة ماطرة

على أشجاره الفارهة

أشعل معه

الماء المخصّب 

بالظمأ الطويل

وأحرض البرق 

على إيقاظ الأسئلة المعتقة

 

أيها التنين الفرعوني 

الموغل في مهجتي

كم تحبني؟

 

قالت فراشات الحلم 

 بل كم تحبينه؟!

قلت أصيخوا السمع

ماذا تقول الورود

 لنسيم الصبا

ذلك صوتي الخبئ

 

ما الحياة .. إن لم تكن في حديقته؟!

وما العطر 

إن لم يمتزج بعطره؟!

كان يسمعني

أروع بنات الكلام 

فتحمر خدود الماء

وتشف 

سيقان النخيل

ويهتزُّ السعف

على إيقاع قلبينا

 

أسال الريح

كيف يأتمن العاشق 

قلبه

على مفترق الموج

ويوصي النوارس 

أن لا تبوح؟

 

ولكنه مع كل ذلك 

لايلبث أن يبوح

فيغرق 

في  البحر

في قصائدي

وتحلق في ليل الصواري

أغنيات الغرام

ويستيقظ العمر

كله

من جديد 

على شرفته

وتنام المسافة 

خجلا من قلب 

عراه الشوق

 

أما نحن فعصفوران 

مهيضان من الولع 

 مسبلا الجناح 

من أثر الغرق 

في أبخرة الشهد

وبروق الهيام 

 

ها نحن نحلم  

أن القمر

 محض كأس شرقي

من ليمون الناصرة

وبيارات الصعيد العتيد

ونحلم 

إن الذي فقدناه

عاد إلينا عاريا 

كنا خلق أول مرة

 

حين ذاك أقول ..

بكل خصبي 

ورغائبي

 

ياحبيبي

تعال

نشعل النار 

في أرائك الثلج 

بكبريت الغزل

ونلقح المطر برحيق رضابنا

ونسأل 

في لحظة غيٍّ جميلٍ

أيها الطريق

أما تزال 

هنا؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى