لاعب القمار

عبد الله الكعبي | سلطنة عمان

في كل مرة يخسر ويقول لصاحبه سأربح الرهان
يضع قمرا وشمسا في الوعاء
ويتحدّى سوء الحظ
يضع سيرة الغوص ويشرب من الحروف خمرا
يقول لن تهزمني رمية ولا مكعب
يخض الأشكال والأزمنة
هو التكعيب رأس المشكلة …
ليته كان كرة أو هرما أو حتى دائرةْ
فلا شيء منها يثبت إلا النرد يسقط في القاعدةْ
ويزيد من جرعة الأمل أكثر …ففي كل مرة أحتاج حنان أمي
ولن أخسر
لا ييأس كمحارب قديم ينجح في إيصال رقبته للمشنقة وقد تصل شفته لجارية …
متى ينتهي فيه فن المداولة وخدعة الطاولة
أريد أن أشاهده ملقى خارج الحلبة …
أريد رؤية حاجبيه الأبيضين وهما يلمسان الأرض منهكين تائبين
لا يسقط وإن راهن الحضور على عسل الزهور
السماء اليوم ماطرة …يسر لصاحبه هذه علامة لجولة فائزة
يداه تحفظان الحجرين ولكنهما تخونان حدسه وحسه
ودوما يرجع للحظة الحاسمة
في هذه اللعبة أنت الخاسر حتما كم تتكهن الحركات
واحدة فواحدة
لكن فاجأتني حقا أنك تضع عمرك المقدر
في كفة رائجة
أنا اللاعب المهووس أخسر كل شيء
لكنني أربح من الحياة متعة المحاولة…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى