صمت

مها بلان | سوريا

أكتب خوفاً من ضمور الذاكرة وهذا ماجعلني أعيد النظر لكثير من النصوص الصامته.

لأنها تجردني مني من غبرة الأفكار الملتصقة على رفوف ذاكرتي.

من أن تدوس على رقبة عمري وأسقط على أم رأسي بمرض الزهايمر.

ليمتد الصمت الرهيب ليمتد.

فثمة أموات في الأرض

يتذمرون من صراخنا المشروخ

ينهمر عليهم يمزق ثيابهم مع أن الأموات عراة.

هل تشربه الأرض وترتوي 

أم تراه تحول 

إجهاشة تلو إجهاشة

ليختبئ بين ظلين

لا أحد يختبئ في الظل

الشمس بفحيح صمت بين المكان واللامكان تراه.

في هذه المدينة الصامتة إحدى السيدات كان المارة  ينعتونها بالجنون أن تتحداهم   

كي لاتشعر بالضجر منهم ومن حاضرها تشرب الخمر تصغي إلى موسيقى صامتة أيضاً وتحنُّ إلى زمن مضى.

زمن كان فيه نمش وجهها يلمع إنوثة وإغراء تقنع نفسها بالخلود!! كارثة أن تتحول من هرمة إلى مراهقة.

جدران المنازل التي سكنتها السناجب لم يعد الصخب والضجيج إليها”  

 منهمكة  تجمع البلوط

تفلقه نصفين 

لموسم شتاء أخر تحسباً والصغار لاتعترف 

بمحكمات الطبيعة

فأحياناً يلد مع المرء جينات خفيّه غبية.

بصمت استولت على البلوط تلك الذئاب التي تراقب تقايضه بنقار الخشب المزعج.

قد ترضى بأنصاف الحلول فأنيابها لاتشبع.

أقول:

 هذا الكلام لايشبهني

فأنا صامتة

حتماً هي دحرجة هلوسة على حافة الجنون 

مرت من خلالي أظنها 

للأموات لربما لتلك السيدة  لربما ماعلاه بعد ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى