لا تستهجنوا.. لقد انتصرنا!!

عصري فياض | فلسطين

معركة “الأشهر الستة” التي خضناها بسلاح “الشد على الحزام”، وسحب سلك الهاتف، والتمترس خلف صخرة الرفض، ظفرنا بها، وعلقنا العلم على  تلال المواقف… فلا تستهجنوا… فنحن من أسقطنا الضم والرفع والكسر وكل حركات اللغة.
ونحن من أسقطنا “الضبع الأكبر في واشنطن، ونحن من أمتنا تطبيع الأنظمة، وسفهنا خيار الهرولة، و دفنا السفارة في القدس إلى خير رجعة.
نحن من وضع الاحتلال بين فكيّ ملزمة الهجوم الدبلوماسي فائق القوة، وأجبرناه على الصراخ حتى رفع يده وأخرج لسانه وطلب النجدة.
نحن من قدم للعالم أبدع قصص المواجهة الشعبية السلمية، وأفضل من زرع أظافره في الأرض، وصَعُبَ على أعدائه اقتلاعه منها.
نحن من جعلنا من هدير  أناشيدنا  هزات يتراقص بفعلها  بنيانهم الدخيل.
نحن من وحد الشمل، وجمع الكلمة في شعار سهل، وعانق في دربنا عبد السلام عبد الجبار، بمحض الخيار ودون إجبار.
نحن من تتزاحم النسوة وهي تقود أبنائها أمام مواقعنا، تقودهم لنا، تقدمهم قرابين لنهجنا. وهي تصدح بالزغاريد.
نحن من يتدافع الباحثون في ساحاتنا، يريدون الوقوف على نبل مسالكنا، تعبئتنا.
فكرنا ممارستنا.
ألق ثورتنا
إلهام قادتنا.
نحن من….
في كل مرة، تحاول جرافة البغيّ أن تهرسنا؛ قد تتقدم، ونحن قد نرجع إلى عمق الزاواية، لا تقلقوا فالزئبيقية التي ورثناها كيفلة في أن تجعل انصهارها سهلا على شفرتها.
فنحن لا نقبل الجمع والطرح أو القسمة، والضرب، ولكننا من فصيلة التفاضل والتكامل.

لقد انتصرنا، وخرج جارنا المربي فرحا وهو يقف على باب بيته. قلت له ما يفرحلك، قال: سيعود رغيف أولادي كاملا بعد أن كان نصفا.
لقد وصل كيّ الوعيِّ فينا إلى لقمة العيش، أما الأرض والإنسان، والمستقبل، والمشروع، و الدولة، والعودة.. فلا بأس أن تحفظه ذاكرتنا.
فلا تستهجنوا ودعونا نرقص، وتلهج قلوبنا بالحمد.
دعونا نعلن فوزنا بالرغم من أننا لم ولن نفهمه أو نتصوره أو نتخليه أو نرسمه إذا أردنا.
فنحن المقلوبون الغارقون في وضع الشقلبة
نحن المنحدرون في قاع البئر نحو الهاوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى