بين الرصاصة والكناية

الشاعر أشرف حشيش | فلسطين

‏لمَ لمْ تردِّي حينَ يسري في دمي
شوقٌ إليكِ وتستثارُ الروحُ ؟!

‏لمَ لم تردّي إنَّ قلبيَ موطنٌ
تحتلُهُ إثرَ الغيابِ جُروحُ ؟!

‏قد كنتُ أحسبُ أنَّني بقصيدةٍ
ألغي المسافةَ حينَ فيكِ أبوحُ

وأعيشُ مثلَ الناسِ في أوطانهم
لٰكنّني في عيشتي مذبوحُ

لمَ لمْ تردِّي لم تزلْ أشواقُنا
مثلَ المآذنِ في سَمَاكِ تلوحُ

وقتي قَصيرٌ كُلُّ ثانيةٍ بهِ
كرصاصةٍ.. قلبي لها مفتوحُ

(جبلُ المُكبّرِ) في اغترابِكِ صامتٌ
و(الطُورُ) يبكي ما جرى وينوحُ

خلعَتْ سفوحُكِ ما يُطرّزُ عهدَها
والآن عاريةٌ عليكِ سُفُوحُ

لا تلبسي التشبيهَ كلُّ مُشبّهٍ
فقَدَ الملامحَ ليسَ فيه وضوحُ

هذا العريّّ العالميّ جزاؤنا
والقتلُ فيك مباركٌ مسموحُ..!!

‏يا قصرَ شعرٍ أغلَقَتْهُ كنايةٌ
فلأيِّ قصرٍ بالقصيدِ نروحُ

ما ظلَّ من هولِ التَّشرذمِ مَهَجرٌ
حتى تظلَّ قصائدٌ وصروحُ

كالشوق يجري في فصاحةِ أعينٍ
هل مثلُ أعينِهِ عليه وضوحُ ؟!

وأنا ملامحُكِ المقفّى شعرُهُ
والشعر مثلُكِ عاطرٌ وفصيحُ

لمَ لمْ تردّي بعد حبّ حافلٍ
بالأمنيات ، يعيشُ فيه طموحُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى