.. بل المشاهدُ الجنسية حرام !!

صبري الموجي|رئيس التحرير التنفيذي لجريدة عالم الثقافة

من ذاكرة ما كتبت، وقد دفعني لإعادة نشره مكالمةٌ هاتفية مع أخي الأديب الإعلامي د. ناصر أبو عون، تباكينا فيها علي ما تعجُ به أفلامُ ومسلسلات الفضائيات من مشاهد العري، والألفاظ الإباحية الخادشة للحياء أنه :

 عبر مُداخلة تليفونية، أعلنت المُخرجة المُثيرة للجدل إيناس الدغيدى، أن ممارسة الجنس بين الرجل والمرأة  قبل الزواج أمرٌ حلال؛ بُغية أن يألف الطرفان بعضهما ويتعرفا على بعضهما، ومن ثم نضمن علاقة زوجية ناجحة بعد ذلك.

التصريح رغم فداحته وجُرمه؛ لأنه يهوى بالجنس البشرى إلى مدارك الرذيلة، إلا أنه ليس غريبا على تلك المخرجة، التى سكتت دهرا ثم نطقت كُفرا، فبعد رحلة طويلة من ترويج أفلام الجنس والإباحية، بدعوى حرية الفن، أرادت أن تنتهج لنفسها خطا آخر غير الإخراج، الذى كادت تكسد  فيه بضاعتُها؛ بعدما نافسها كثيرُ من المخرجين، ممن أصبحت أفلامُهم تعج بالجنس والدعارة والخمور والقوادين وفتيات الليل والقتلة؛ مما صارت معه الأفلام والمسلسلات وسائل تدمير للأخلاق والقيم، وخدشٍ للحياء، وليست وسائل ترفيه وتسلية.

فتصريح الدغيدى السالف هو أكبرُ دليل على إفلاسها إخراجيا بعد كثرة الأعمال المنافسةالتى تُصدرُ الجنس أيضا، وامتدادٌ لسلسلة التطاول على الدين الذى صار مطية كل من انزوى عنه ضوء الشهرة والذيوع، فأسرع باعتلاء ظهر الدين، والولوغ فى نهره العذب ليلوثه؛ طمعا فى الشهرة والمجد.

إن ديننا دينُ حياء، بل هو سمةُ الأديان جميعا، لهذا أخبر نبينا: (إن مما أدرك الناس من كلامِ النبوة الأولى إذا لم تستحي فاصنع ماشئت).

 وتأصيلا لتلك القيمة، أقصد قيمة ( الحياء)، لما عدَّد النبىُ أوجه الخير التى يتحصل بها المسلمُ على الأجر، لم يُصرح بالجماع، لكنه كنى فقال: وفى بُضع أحدكم صدقة ؛ ليُعلِّم أُمته الحياء والأدب.

فمهلا أستاذة إيناس، ودعِ الحديث فى الدين لأهله، ولأن يكون مُجتمعُنا مُعقدا ـ لأنه لم يمارس الجنس قبل الزواج ـ  خيرا له ألف مرة من أن يكون مُجتمعا بهيميا تشيع فيه الفاحشة علي مرأي ومسمع دون خجلٍ وحياء.

إن دعوات خلع الحجاب، وممارسة الجنس، وغيرها من مطالب هدم الأخلاق والقيم والذوق، الهدفُ منها انحطاطُ المجتمع، وتركه يتخبط فى دروب الرذيلة والتيه، لتبقى الهيمنة لأعداء الدين، الذين تتزعمهم الصهيونية البغيضة.

إن محاربة العفة عبر تلك التصريحات المُريبة أكبرُ دليل على أن التمسك بمكارم الأخلاق أمرٌ مُفزعٌ لأعداء الدين فى كل زمان ومكان، فمنذ زمن بعيد كانت تهمةُ آلِ لوط ، التى بسببها أخرجوا من قريتهم، هى أنهم أناسٌ يتطهرون، فعابوهم من غير عيب، تماما كما نقول : لم يجدوا فى الورد عيبا فقالوا أحمر الخدين.

فليوفر المخلصون أمثال الدغيدى نصائحهم، وليتركوا الشعب يتمسك بأخلاقه ودينه، حتى وإن صار مُعقدا بعد الزواج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى