رواية الحرب والسلام.. تولستوي يكتب التاريخ بعين الفنان

د. خضر محجز | فلسطين

المشهد: حفل راقص في سانت بطرسبورج يشهده الإمبراطور الروسي الإسكندر، يصله فيه من يحمل له خبر عبور نابليون: وما إن بدأ بالاتشيف كلامه، حتى ارتسمت الدهشة على وجه الإمبراطور. فأمسك بذراعه واجتاز القاعة معه، دون أن يلتفت إلى الناس، الذين كانوا يتنحّون ليفسحوا له الطريق…

لم يكن الإمبراطور يرقص، وكان واقفاً قرب أحد الأبواب، يستوقف هذا تارةً، ويستوقف ذاك تارةً أخرى، بكلمة من كلماته الحلوة اللطيفة، التي كان ـ وحده ـ يُحسنها…

وكان بوريس أثناء رقصة المازوركا، لا يني يتعذب وهو يتساءل عمّا عسى أن يكون ذلك النبأ الذي حمله بالاتشيف… ثم انسلّ على الأرض الخشبية إلى باب الحديقة، ووقف لدى رؤيته الإمبراطور… وبمنتهى السرعة ألصق بوريس نفسه بإطار الباب، كأنما لم يُتَح له أن يتنحى عن الطريق، ووقف وقفة الاحترام، ثم انحنى إجلالاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى