كنت أرى الله

سجى مشعل | فلسطين

لا أستطيع أن أكتب حاليًّا، فلا شيء أكتب عنه، لكنّي أفكّر كيف يبدو شكل الله، انتظر ولا تشتمني في رأسك، ماذا ستفعل أكثر من الشّتائم حينما أخبرك بأنّي أراه كلّ يوم وليلة، يظهر لي في الأمسيات جليًّا حينما أقرأ عبارات مواساة في عزّ الأزمات كأنّه مَن ألقمها فمي، أراه كلّما أجوع للكلام ولا أجد غيره يفتح صنبور الكلمات أمامي، فأنفِل روحي على أرضيّة الغرفة؛ لتصل سريعًا عاليًا، يلتقفها ويعيدها إليّ بعدما غسلها برشفة اطمئنان. كنت أشرّع النّوافذ لأرى اختلاط حبّات المطر بالأرض، وأهرب مسرعة صوبه، كنت أراه في كلّ ضيق ومرض، ورأيته آخر مرّة حينما خارت القوى، وهَزُل الجسد، إذ أرسل لي رحمات على هيئة بشر تمسح على وهني، وتُزجي سيل التّملمُل أمام الوجع.
كنت أرى الله، ولست وحدي من يفعل ذلك، كلّنا نراه لكن دونما أن ندرك، وأنا الّذي لحظته حينما أمسك بيدي أوّل مرّة وقعت فيها داخل حفرة ما، بقيت أربع سنوات هناك وما لَبِث أن أرسل لي حبلًا طويلًا جزاءَ صبرٍ عظيم، مُسدَلَ الأطراف، طائب الرّائحة، عذبةٌ جوانبُه، وناعمة ملامستُه، فالله جميل ويحبّ أن يرى جمالنا دومًا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى