مراثي إرميا

د. خضر محجز | فلسطين

(1)

الشعب الفلسطيني متحضر جداً، إلى درجة أن وصف الرسول لبول البعير علاجاً، يؤلمه أكثر من كونه يعيش في ظل القهر والعنصرية. فليت بول البعير يعالج جبنكم

(2)

إنما أشفق ـ من صميم قلبي ـ على من يذهب إلى جهنم، في سبيل راتبِ، التسولُ أشرف منه وأجدى. بل أعرف من يذهب إلى جهنم على أملٍ من ذلك.

(3)

لا أرى لدى مثقفي هذا الشعب إلا هجوماً على ما كانت به الأُمَّةُ خيرَ أمّةٍ. ولا أرى لدى شبانها سوى الفرح بذلك

(4)

على مدار التاريخ، وكما يعلمنا القرآن، فقد أكثرت جماهير بني إسرائيل من الدعاء دون عمل، فلم يستجب لهم الله، إلا بعد دعوا ثم عملوا: لقد كتب الله عليهم القتال فنكلوا، فنكّل الله بهم. وهذا جرى معهم حين كانوا الأفضل في العالم.

فأنتم اليوم الأسوأ في العالم، وتكثرون من الدعاء، ولا تفكرون في العمل بعد الدعاء. كأن الجهاد والإعداد لم يُكتبا عليكم. بل إنكم حتى لم تفلحوا في اتباع أذناب البقر: إذ سبقكم عدوكم في الحرث والإنتاج.

فيا أيتها الأمة التي يركلها التاريخ بكلتي قدميه، ماذا تريدين؟

(5)

وإن من اللعنة العامة، أنك ترى شبانا جاهلين لا يجدون طريقة للزعم بأنهم علماء، غير أن يهاجموا هذا الدين. وإن مصيبة المصائب أن يرى الجاهلٌ نفسه مُجدداً في الدين. فيخشى العالِمُ سفاهته فيصمت. هكذا ينتصر الجهل

(6)

إذا حررتم فلسطين فبمن تلوذ هذه الأشجار منكم

(7)

هذه الأرض مباركة، تلعن من سكنها بغير شرط الله. لقد سكنها بنو إسرائيل فما استمعوا كلام الله فنبذتهم فلسطين وتشتتوا في بقاع الأرض. فليت شعري هل فقهتم من هذا شيئاً؟

(8)

ليس لكم خيارٌ: فإمّا أن تُغيِّروا واقعكم، وإمّا أن يقع بكم جوابُ الشرط: ﴿وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ﴾ (الرعد/11)

(9)

إنَّ من أسوأ ما ابتُليت به الأمّةُ أن صدَّق جاهِلُها أنه عالمٌ، وآمنَ عالِمُها أنَّ في صمته حكمةً

(10)

من أحب أن يرى كيف تحقق قول رسول الله في غربة الدين، فليطف بالفيس بوك

(11)

ومن أحب أن يرى حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام، يفتون في الدين، ويصححون للأئمة الأربعة، فليطف بالمحتوى الفلسطيني على الفيس بوك

(12)

أغلب منشوراتكم تهاجم الدين، وتزعم أن لا، ثم تعجبون أن ضيق الله عليكم. و(المؤمنون بالآخرة) يطلبون من الله رزقه، وهم معجبون بكفره

(13)

تجأرون إلى الله بالشكوى، فهلا آمنتم، ليستجيب دعاءكم، أم منحتم إعجابكم لكل كفر؟

(14)

القلة من الذين لا ينطقون بالكفر، تمنحه الإعجاب، ثم يظنون أنفسهم من الناجين

(15)

لا أرى الله قد أساء إليكم

(16)

إذا دعا داع إلى معاصي الله أعجبكم، فإن رد عليه مؤمن أمرتموه باحترام (الرأي الآخر) فهل رأت قريش أن رسول الله لا يحترم الرأي الآخر؟

(17)

هذا الطوفان من الكفر سيرده الله، وينجي المؤمنين. تلك سنته، فانتظروا تحقق سنته

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى