تاريخ

علي ناصر محمد (الرئيس): عدن في التاريخ والحضارة

إهداء من فخامة رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية

بقلم: د. محمود رمضان

تشرفت في 12 مايو 2007 في دمشق بإهداء فخم من فخامة السيد الرئيس علي ناصر محمد رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية سابقاً (26 يونيو 1978 حتى 27 ديسمبر 1978)، (21 أبريل 1980 حتى 24 يناير 1986)، وكان الإهداء عبارة عن نسخة موقعة بخط يد المؤلف من كتاب تاريخي تذكاري توثيقي مهم يحوي سجلاً تاريخياً لعدن وبلاد اليمن في التاريخ الحديث من تأليف فخامة السيد الرئيس بعنوان “عدن التاريخ والحضارة”، وجاء في إهداء فخامة السيد الرئيس ليّ ما نصه:”يسرني أن أهديكم كتاب عدن التاريخ والحضارة ونأمل أن يكون أضافة مفيدة إلى مكتبتكم العامرة”. أخوكم علي ناصر محمد”دمشق في 12/5/2007″.، فلفخامته عظيم الشكر والتقدير والمودة على هذا الإهداء القيم، وأدعو الله سبحانه وتعالى أن يمتع فخامته بمزيد من الصحة وطول العمر والتوفيق.

ويشتمل هذا الكتاب على 375 صفحة من القطع الكبير،وصدرت الطبعة العربية الأولى منه في 1424هـ/ 2003م، هذا وتصدر إهداء السيد الرئيس علي ناصر محمد إلى عدن وأهلها افتتاحية الكتاب، جاء فيه :

إلى التي علمتني أبجديات الأشياء ..

إلى عدن التاريخ والحضارة ،

وإلى أهلها الطيبِّين الذين بادلوني الودّ

…. عرفاناً بالجميل

…. ورَدّاً لبعض الدَّين

…. واعتذاراً عن أيِّ خطأ

…. وعهداً دائماً بالوفاء.

علي ناصر محمد

31 ديسمبر 2003

ويحمل التقديم للكتاب علاقة السيد الرئيس “المؤلف” بعدن وذكريات السنين وأيام العمر لينسج بمهارة لغُّوية قصة نضال وكفاح نقشت في ذاكرة التاريخ، فكانت صياغة هذه الملحمة الإنسانية والتاريخية والسياسية بقلم المؤلف، على النحو التالي:- “.. كلما ترامى إلى مسمعي اسم عدن أو طالعتني صورتها في مكان ما, أو زارني إنسان إليها… ينتابني شعور قاهر بالحنين لا أستطيع له دفعاً …حنين يحمل على ذراعيه ذكريات سنين قديمة طيبة ذقت فيها حلاوة أجمل أيام العمر منذ صباي المبكر وحتى سني شبابي المتأخرة, وما تلاها من رحلة كفاح قاسية يراودني فيها حلم التغيير والخلاص, لتظل عدن جديرة بأن تكون وطناً للحرية, ومحطّة لحياة لائقة بالإنسان وكرامته.. ليس غريباً أن يسكنني حبُّ عدن حتى الهوس, ويتغلغل فيَّ, فلا أرى في صحوي ومنامي غيرها أميرة لعشقي, قبطانة البحر وعروسة الخليج , ويظل اسمها نوراً يهدي قلبي كما تهدي منارتها السفن الحائرة في المحيط إلى برِّ الأمان.

في تراثنا اللغوي يقال لك إذا دخلت عدن: عدَنت, أي دخلت إلى دنيا الأمن والرفاهية وسكينة النفس, فإذا دخلت عدن شعرت بأن هذة المدنية تسكنك ولست تسكنها , وتستحوذ على نفسك أيّاً كان جنسك أو لونك أو معتقدك, لأن عدن تفتح قلبها لكلِّ الأعراق والأجناس والأنتماءات, كأن رسالتها أن توحِّد بين البشر فتشكلهم دون أن تسمح لهم أن يشكلوه , فإرثها الحضاري العريق أقوى من رياح التغيير, وإن كانت تبسط ذراعيها لكل تطور, وكلما نظرت إليها في عراقتها وانفتاحها, يخيل إليك أنها كطائر العنقاء تنتفض من رمادها كلما احترقت محلقة بجناحين أكثر شموخاً وأقدر في التعبير عن طاقاتها الكامنة .

وعدن هذه لها في عنقي دين سلف لا أستطيع وفاءه ولو نذرت لها ما بقي من أيام العمر, وما تسمح به الهمة من نشاط, وما أحسب أني أفيها حقها بهذا الجهد المتواضع الذي جاء على صورة كتاب تقاطعت فيه الكلمة والصورة عسى أن أستحضر بهما صورتها الغائبة عني, وأعبِّر بهما عن عمق ارتباطي بسيدة البحر تلك , وأحكي بلسانها وصور معالمها, تاريخها المشرِّف الذي نسجته الأجيال, وقصة نضالها في مواجهة أعظم إمبراطورية استعمارية لم تكن تغرب عنها الشمس , ولكن شاء القدر أن يبدأ أول أفولها من عدن .

قدمت في هذة المجموعة ما تيسَّر لي جمعه من صور معالمها وشخصياتها على ندرة الوثائق وقلّة المصادر, وكنت أتمني أن أنأى عن إبراز صوري في المجموعة, لولا أنني وجدت نفسي مضطرّاً للإفادة من مجموعتي الخاصة, بل كنت أتمنى لو أسعفتني الوثائق و الصور من كل المراحل الزمنية السابقة لأحقق نوعاً من التوازن في الاختيار . فأرجو ألا يتهمني القارئ الكريم بأني قصدت من وراء ذلك أن أدعو لنفسي أو أروِّج لها , فقد كان همي يتجاوز ذلك كله إلى أن تتحدث هذه الصور نفسها عن نفسها, وعدن التي مكّنتني من خلق نسيج خاصّ بينها و بين معالمها وأعلامها و الآخرين ما تزال تستحقّ منا الأفضل .

وحين أستعرض الآن ما جمعته من صور ووثائق , أشعر أني استردُّ بقلب المحبّ النائي صورة وطني , وإن كانت الصور ليست إلا ظلالاً واهمةً للحقيقة, لكن فيها عزاء للقلب وذكرى للمشوق, ولا أدري وأنا أستعرض هذه الصور إن كنت أقرؤها أو تقرؤني, فهي قطعة مني بقدر ما هي تاريخ وطن وكفاح شعب وسيرة حياة.

لا أريد أن أثقل على القارئ فأذكر الجهد المضني الذي بذلته في جمع الصور و البحث عنها في المصادر , وهذه المحاولة التي قد تبدو لأول وهلة سهلة لينة, تخفي وراءها بحثاً متواصلاً وعناً وتحقيقاً, وكل ذلك يهون أمام بلوغ الهدف, شأن أي حبّ نمارسه نحن البشر فلا نجني ثمراته إلا بعد جهد.

ولايفوتني في الختام إلا أن أتقدم بشكري العميق وتقديري الخالص إلى سموّ الشيخ منصور بن زايد بن سلطان آل نهيان: رئيس مكتب ديوان رئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة, على رعايته ودعمه لإخراج هذا الكتاب التاريخيّ التوثيقيّ إلى النور.

علي ناصر محمد

هذا وبيّن المؤلف في المدخل التاريخي في مؤلفه تاريخ عدن القديم من خلال عدن في عين التاريخ وعقله وقلبه، ودرس المؤلف تاريخ عدن خلال حكم الدول الإسلامية في المصادر التاريخية، وكشف عن تاريخ دولة بني زياد (204 هـ / 819 م) – (214 هـ/ 1021 م) ، وبنو زريع (470 هـ/ 1077 م) (569 هـ/ 1173 م)، والدولة الأيوبية في اليمن (569 هـ/ 1173م ) (625 هـ/ 1228م) ، ودولة بني رسول (625 هـ/ 128 م) ( 857 هـ / 1453 م ) ، ودولة بني طاهر (857 هـ / 1453 م )( 925 هـ / 1538 م)، ثم عدن في العصر الحديث.

كما أشتمل الكتاب على صور عامة لعدن وأحياء عدن و معالمها، وكريتر، وعقبة عدن، بالإضافة إلى التواهي: عاصمة عدن السابقة ، المعلا، والماسونية في عدن، ونقابات العمال، وحي الشيخ عثمان، وخور مكسر، وسباق الخيل، والمملاح، وعدن الصغرى، ومصافي عدن.

هذا ويتحدث المؤلف عن معالم عدن التاريخية ، ومنها على سبيل المثال لا الحصر : قصر سلطان لحج فضل العبدلي ، ومدرسة السيلة ، ومدرسة جبل حديد ، وصهاريج عدن ، ومبنى المحكمة ، ومنارة عدن التاريخية ، والمقر القديم للمندوب السامي ، والقصر المدور في التواهي ، والبريد ، وأهم مساجد عدن التاريخية ، والمعابد و الكنائس في عدن ، وميناء عدن ، والقطار والمياه.

كما بيّن المؤلف في مؤلفه ما كتب تاريخياً عن عدن والاحتلال، والبرتغاليون، واحتلال عدن، والحكام البريطانيون لعدن، بالإضافة إلى ذكر حكومة الإتحاد وسلاطين المحميات، وحكام الإتحاد الفيدرالي في الجنوب العربي (المحميات سابقاً)، وصور لعديد من السلاطين ووزراء حكومة الإتحاد، وعدن و الجيش العربي، والمقاومة.

ثم تحدث المؤلف عن عدن والثورة، وعدن والاستقلال، والرئيس قحطان الشعبي، والرئيس سالم ربيع علي، والرئيس عبد الفتاح إسماعيل ، والرئيس علي ناصر محمد ، وعدن والوحدة، والمجلس اليمني الأعلى، ووثيقة العهد والاتفاق ، وعدن الفكر والثقافة والفن.

وعرض المؤلف لشخصيات سياسية واجتماعية وعلاقات عدن الدولية، وهم زعماء العالم على النحو التالي:- عدن ومصر، وعدن ودمشق، وعدن والمملكة العربية السعودية، وعدن والإمارات العربية المتحدة، وعدن والكويت، وعدن والبحرين ، وعدن وقطر، وعدن وبغداد، وعدن والأردن، وعدن وليبيا، وعدن والجزائر، وعدن ولبنان، وعدن والسودان ، وعدن وفلسطين، وعدن ومقديشو، وعدن وجيبوتي، وعدن والصحراء الغربية، وعدن وموسكو، وعدن وبرلين، وعدن ووارسو، وعدن وصوفيا ، وعدن وبودابست، وعدن وبراغ ، وعدن ويوغسلافيا، وعدن وبكين، وعدن وكوبا، وعدن وإيران، وعدن والهند ، وعدن وباكستان، وعدن وفيتنام ، وعدن وكوريا الشمالية، وعدن وكوريا الجنوبية، وعدن وأولامبتور ، وعدن وأثيوبيا ، وعدن وتنزانيا، وعدن وزمبابوي ، وعدن وزامبيا، وعدن ومالطا، وعدن ونيكاراجوا، وعدن والمركز العربي للدراسات الاستراتيجية، ثم أختتم المؤلف موسوعته بشكر ووفاء وفهرس عام للموضوعات التي وردت بكتابه القيم.

الكتاب: علي ناصر محمد (الرئيس): عدن في التاريخ والحضارة ، الطبعة العربية الأولى ، 1424هـ/ 2003م.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى