في خِطبة أُمنا خديجة لرسول الله

د. خضر محجز | فلسطين

 

يا صباح الجمال.. عوداً على بدء، أقول في مبادرة أُمنا خديجة عليها السلام، في تقدمها لخطبة محمد صلى الله عليه وسلم، الذي سيكون بعد خمسة عشر عاماً نبياً:

إنه موقف خاص من امرأة خاصة في رجل خاص؛ صلاة ربي وسلامه عليهما وعلى من يحبهما.

وتفسير ذلك عندي أن أُمنا خديجة المرأة الوازنة في الأربعين، رأت في الفتى الذي لم يكد يتجاوز العشرين ببضع سنوات، شيئين: الجمال غير المسبوق، والأمانة التامة التي لا توجد في غير الذين تسمع عنهم من الأنبياء السابقين.

1: فهو إذن إن فاتها، لا تحصل على مثله أبداً.

2: وهي تعلم فقره وعفته وإنكاره ذاته.

3: وإذن فمن المستبعد أن يرى في نفسه ما يراه الآخرون، من جمال لا يتكرر.

4: فبما أنه فقير، فلا يمكن أن تحدثه نفسه بخطبة غنيةٍ، خطبها الأغنياء فترفّعت عنهم.

5: إذن ـ ما تزال تحدث نفسها أُمنا عليها السلام ـ لا يتقدم لخطبتها هذا الأمين الصدوق الجميل أبداً، نظراً لفقره الذي يراه وحده، وغناها الذي يظنها تراه، بما يؤدي إلى أن تترفع عن قبوله.

6: فمتى يتقدم شاب كهذا لخطبة امرأة كهذه؟ هيهات هيهات.

7: لكن حزم أمّنا وحكمتها تقدما بها نحو سعادتها، فأرسلت تخطبه.

فأية ظروف تتيح ذلك، لأي شخص؟

صلوا على أجمل مخلوقات الله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى