مدينة الضباب

مريم الشكيلي | كاتبة عُمانية

لا شيء دافئ هنا سوى رسائلي التي تخرج من موقد قلمي إلى رصيف الورق؛ كأنني أحاول تدفئة أصابعي وأنفض منها البرد حين أدخلها في محراب الكتابة.

في هذا الوقت مدينة الضباب على موعد مع موسم البكاء.. الأمطار تهطل ليلا” منذ أن وصلت أسمع نقرها على نافذتي … الشرفات موصدة بمفاتيح الصمت.. أجلس مع فنجان قهوتي وخربشات محبرتي.

في الصباح تترك الأمطار أثر غنائها على كل شيء حتى على مزاجات السكان هنا… كئيبة هي الحياة بلا قرص الشمس وأصوات مذياع تفوح منه تراتيل الآيات الروحانية وضجيج الشوارع ودخان الأفران ورائحة الخبر وصوتك.

أحاول أن أنتشل نفسي من كل هذا وأجر قلمي لكتابة سطرا أو أن أجر قدمي خارج غرفتي قبل أن تتكاثر الثلوج وتتجمد البحيرات وتثقل أوراق الأشجار وتصبح السماء رمادية.. عندها لا أستطيع أن أتجول في هايد بارك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى