رجال العراق
علي الخفاجي | العراق
صاحت أفواه بنادقهم |
بأزيز اللحن لأمتهم |
لما سمعوا صوتاً يأتي |
لغزاة العلج مسامعهم |
عدوا الفرسان لأجياشٍ |
والدرع لفيف متارسهم |
لبسوا ألاكفان على كتفٍ |
و أناخوا الأرض بقارعهم |
برزوا للحرب كأوتادٍ |
و نفوس الغيرةِ شارتهم |
فيمد الله لهم كفٌ |
كف بالغيب مناصرِهم |
أثنو أن لا يأتي منهم |
لديارٍ أو لمضاربهم |
تركوا الأهلون على وطن |
ونفضوا لدفع مغارمهم |
قومٌ يوفون إذا وعدوا |
بنفاذ الفعل بغاصبهم |
هم جند الله على أرضٍ |
أرض النهرين مواطنهم |
هم أسد الله إذا زئروا |
أفضوا الأوهاد بزأرتهم |
عشقوا لامات تدرعهم |
و نغيم الصهل طرائبهم |
و قراع السيف لهم أثرٌ |
و فنون الحرب معازفهم |
و لسان النصر لهم نادى |
بعزيم القول لقائلهم |
إن عدتم ُنرجعُ ذي قارٍ |
ونسوق الحتف لطامعهم |
ونزف الكأس لهم نخبٌ |
و نذيق الموت لباسلهم |
ما بعد الفوت لكم عذرٌ |
قد فات الوقت لعاذرهم |
قد لاح السيل مناياه |
و نفض الصبر بصابرهم |
كفكف دمعاً لك يا وطني |
فالجيش كفيل بقادمهم |
و الحشد رديف لا يثني |
روعاً بالسيف لهامتهم |
قسماً بالله فلا يبقى |
رأسٌ يعلو بمناكبهم |
حتى ينهار على أرضي |
و تداسُ رؤس مأنفهم |
نعم الأسباط على وطني |
و فقارٌ قط مناحرهم |
نعم الأجياش على بلدي |
و الحشد وثوب لغارتهم |
نعم الشهداء سقت أرض |
لزهورٍ تبقيَ حاضرهم |