حديث الروح

يحيى بهجت مرهج | سوريا

 

رأيته من بعيد يحدث الشجرة
وكانت تتمايل كأن نسيما أصابها من الجهات كلها
حين اقتربت
صمتت الشجرة
وتابع هو حديثه المبهم
مرت غيمة بيضاء
غمزها وضاحكها وكأنها فهمت علبه
لم أفهم شيئا
لكنه أهداني في تشرين
إبريق زيت
و قطرميزا من الزيتون
وعشر رمانات طيبات
وزبيبا وتينا يابسا
عرفت أن للأشجار والغبمات
لغةً و روحا
وأن للأرض أسرارها
وأن الحوار الطيب بينهما
سر عظيم يجهله نيوتن
ويبتعد عن جوهر علمهأينشتاين
ولايجيد شكسبير صياغة قصيدته

كان يصلي في زاوية بعيدة
ويرتل بكلمات واضحة
تراتيل واضحة
ولم أسمع لله ردا
لكنني رأيت للحجارة لونا و روحا
و للهواء لطف ونسمات
والضوء كان شفيفا رغم سواد الغيمات
والمطر المتدفق على زجاج نوافذ القبة
كان يحكي قصة الغيم والريح
والحمامات كانت تقول
ما من شيء إلا يسبح بحمده
لم أر إلا طمأنينة
رفعتني فوق الغيم والمطر

كان يخربش بالقلم على صفحات بيضاء
في الصباح قرأت قصيدة فهمتها على الفور
ومازلت حتى المساء أبحث عن أسرارها
وأقلبها كي أتمتع جيدا
بالتين والزيتون والرمان والعنب
كي أتقن فن الصلاة
كي أسير وأعبر الزمان
مطمئنا كغيمة
كشجرة زيتون
كي أفهم الأسرار الجلية
بين الله والإنسان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى