ينتصر الحسين مقتولا

لوحة عاشوراء

منى النجم (أم حوراء) | العراق

حزن شفيف داهم قلبي صباحا، و لفَّ وشاحه حوله، وتصاعدت الآهات والأنَّات.. أحسست أن خيط كآبة يعاود الالتفاف على روحي، يخنقني، ويعذبني.. أنكرت ذلك الإحساس الأليم فلقد تجاوزته منذ مدة ببرنامج غذائي وترفيهي ونشاطات ومشاركات.
فلماذا ياترى.. عاودني هذا الاحساس؟
فكرت طويلا وتأملت في طيات نفسي؛ لكنني لم أجد إلا صدًى، يرتفع معه منسوب حزني، وتفيض فيه الدمعات أسًى
ترى! ما هي أسباب حزن اليوم وكل أيامنا أحزانٌ في أحزان حيث أدمناه شعورا منذ بدء الإحساس ورحنا نتيه في فيافيه إلا أننا تعايشنا معه وتناسيناه فلما يلح بشكل مثقل بالدمع؟ ما الذي طرأ!
وهاجت روحي تبغي الانزواء والتقوقع على ذاتها، تنشد ركنا قصيا، تسكب فيه دمعا نابعا من عمق سحيق في تلافيف الذات
أيُّ حزن هذا يجرني!، يعبث بسكينتي!، أتراه حل الخريف؟ فانبثقت فيه الأحاسيس التي تعودتها من حنين وأنين جارف لذكريات تعشعش في ذاكرتي لسنيِّ صبايَ التعيسة، وأصدقاء المدرسة، وفراق مبكر لرب أسرة، وفقدان أخ كان لي يعني الحياة.
ما الذي أضرم النار في أحشائي؟ أي لوعة تعصف بي!، أي جرح تفتق فاستدعى أساي؟
آه.. لقد هل الهلال.. إنها الحمرة في أفق سماء عاشوراء.. تهيج في الروح أسًى متناميا عبر العصور، ولقد انبعثت حرقة اشتملت على روحي فزهقتها أو كادت، وستظل تلك الحرقة متوهجة كل عام حتى؛ يدرك العالم عمق الشعور الذي يسربل أرواحنا كل عام.
ونحن نتطلع نحو الهلال بغصة بالغة وأسًى شفيف، ودمع يحرق الجفون، ولوعة تعتمل نيرانها في طيات الأحشاء، إنها كربلاء، صرخة الحق ضد الجهالات ووقفة العز التي قد طالت السماوات، و كلمة الحق تعلو أمام طغيان الظلمة، فينتصر الحسين مقتولا، لتحيا أمم تنشد العزة تحت بند الكبرياء.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى