ليت الفتى حجل

سمير حماد | كاتب وشاعر سوري

( ليت الفتى حجر ) كم يطيب للكثيرين في هذه الايام لو أن نظرية الشاعر القديم أو أمنيته قد تحققت فأراح واستراح من تنغيص ما يعانونه في هذه الأيام من مرارة وبؤس ويأس وبطالة وجوع وتشرد وهجرة لا تُطاق.

وعلى سيرة الهجرة في هذه الأيام ربما كان الشاعر العربي سوف يستبدل الشطر الشعري ليصبح: ( ألا ليت الفتى حَجَلُ ) إذ أن الطيور في هذه الأيام أفضل حالا من البشر تذهب من مكان إلى آخر بحريتها فهي تغادر دون حواجز تفتيش أو إبراز هويات وربما سلب ونهب أو أسئلة وأجوبة لا طعم لها ولا معنى وأحيانا التمترس خلف بطاقات أمنية أو حزبية أوإثنية ..إلخ 
وأحيانا يتمنى الإنسان أن يكون طائرا كي يغرد كما يحلو له في بلد حُرّم في مناطق كثيرة منه الغناء أو جُرّم حين أُسيء تأويله.
لكن إذا كانت بعض الطيور قد تعرّضت وما تزال للصيد في الماضي والحاضر كطائر السمان  وطائر الحوم فإن الكثير من البشر ما زالوا يُصطادون أيضا وتنصب الشباك لهم فيختفون وتختفي أخبارهم كاختفاء ذرات الملح في الماء.
وإذا كانت الطيور تُصطاد وتذبح فورا وتؤكل فإن الطيور البشرية التي يتم اصطيادها تموت الوف المرات قبل أن يتم التأكد من موتها وتبقى بين الغياب والحضور إلى يوم الدين
هجرة الطيور آمنة يا صديقي الشاعر ونتابعها في الاجواء لكن هجرة البشر غير آمنة واسألوا البحار والمحيطات وشبكات المواصلات البرية والبحرية والجوية تخبركم بمأساة الهجرات البشرية
ليت الفتى حجر (أم حجلُ ) ما رأيكم؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى