(هجرة) (معَ سبقِ الإصرارِ والترصدِ) لـ(إضاءةٌ) (الداخلُ)

د. عمر هزاع | شاعر سوري مقيم في قطر

***

(هجرة) 1

شغفتها قصائدُه الرعويةُ..

فُتِح بابُ القلعةِ..

نادتهُ الخادمةُ..

دخلَ مُتوجسًا..

ألقى قصيدةً خضراءَ..

دَرهَمَتهُ الخادمةُ تعبيرًا عن إعجابِ مولاتِها..

كسرَ نايَهُ عند ما خرجَ..

باعَ أغنامَهُ..

وهاجرَ..

إلى المدينةِ.

***

 

(معَ سبقِ الإصرارِ والترصدِ) 2

كأمنيِّةٍ أخيرة..

قبلَ الإعدامِ في قفصِ النمور..

أَطفئي المصابيح..

دعيني أُشبعُ فراغَ حواسي مِن رائحةِ عَرقِ غريزتِكِ الثائرةِ؛ حينَ تَختبرُ شجاعتي..

وأَملأُ ثُقوبَ رُوحي بِزئيرِ جِسمكِ المُتوحشِ؛ حينَ يَفترسُني..

فَلَطالَ ما كانَتْ رُؤى عَضلاتِكِ المُتوثبةِ وأنيابِكِ الفاحِشةِ وبراثنِكِ الداميةِ وبريقِ عَينيكِ؛ لَحظةَ الانقضاضِ؛ دوافِعي الرائعةَ لِلوصولِ إلى هَذا الحُكم..

أُريدُها خاتِمةً كَرنفاليةً يُسَطِّرُ لَها الشعراءُ المَلاحم..

ومَوتًا فاقعًا يُخضبُ ذاكرةَ الحياةِ التقليديةِ بِشغفِ الجنونِ البطولي..

فَالمِيتةُ التي تَكتفي بِها الرؤيةُ البصريةُ نِهايةٌ باهتةٌ لا تَليقُ بِمُغامرٍ؛ مِثلي..

لِهذااا..

هَبيني خلودَ الأُسطورة..

لِأَهبَكِ وَجبتَكِ الشهيةَ المنتظرة..

***

(إضاءةٌ) 3

في الظلامِ..

ألتمسُ؛ بينَ نهديكِ؛ الطريقَ..

إلى مُنتهاهُ..

فيضيءُ..

عطرُكِ..

صوتُكِ..

مذاقُكِ..

نَظرتُكِ..

وَدَمي..

***

 

(الداخلُ) 4

تَمتَصُّني هذهِ البلادُ..

كما يمتصُّ الظلامُ شمعتَهُ الوحيدةَ..

أذكرُ أَنَّني دَخلتُها حاملًا؛ بينَ جناحيَّ؛ رُؤى أَندلُسيةً..

وأَنَّها حاولت أن تُكَرِّزَني طَويلًا..

وفَشلَتْ..

فَلَّما استَيأَستْ مِن جُنوني أَوعَزتْ لِصيادِيها:

اقتلُوا الصقرَ..

أوِ اطمسُوا عَلى حُلمِهِ..

حتى يَشيخَ..

فَيَنطفئ..

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى