هذي عيدانُ الريحانِ أناملُها

سائد أبو عبيد | فلسطين

الزنبقُ مرتفعٌ في الشُّرفةِ رغمَ البردِ

يمدُّ صهيلَهْ

وأنا حبقُ النَّشوةِ فيها

وأناجيها

وأناغيها

وأدلِّلُ نحلةَ شفتيها

وحدي أقرأُ في عينيها خطبَ الوحيِ

و وحدي قد فكَّ الأطواقْ

وحدي من لمسَ الماسَ بإصبعِها

فاشتَعلَ الإحساسُ ومدَّ جسورَهْ

وحدي أحسنَ خلوَتَهُ برحيقِ الطيفِ

بهالتِها

واقتبسَ النارَ بجذوةِ ماءٍ في خطوتِها

يا لينَ الألوانِ جميعًا

فضَّةُ أقمارٍ وفنارٍ

خضرةُ أشجارٍ ونهارٍ

حمرةٌ توتٍ في الأغصانِ

وألوانٌ تبعثُ ألوانَ

بهذي الصورةْ

سترغِّبُني بالمشيِ إليها

في زمنٍ عَرَّشَ عتمتَهُ فوقَ النصِّ

وخدَّشَ نعناعَ الكلماتِ وأوجعَني

مزَّقَ في حقلِ الأشذاءِ زهورَهْ

لا أستسلِمُ لملامحِ قفرٍ أو جدبٍ

هذي عيدانُ الريحانِ أناملُها

والليلكُ وضَّحَ شامتَها

والنمشُ الصاعدُ يجذبُني

في رقصِ العابدِ طوَّفَني

ربُ الخلوةِ من يرفعُني

أسري نحوكِ

فاشرحْ صدريَ يا اللهُ بها

واسدلُ للمشتاقِ نظيرَهْ

فالصورةُ تهذي بالصورةْ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى