ذاكرة بلا وطن

سميا صالح | سوريا

زمنٌ وكابوسٌ

وهذا  الموتُ يخطو

بينَ أوردةِ الدروبِ

ويقرعُ الأبوابَ

يُفزِعُها

وينشرُ لوعةَ اليُتمِ

الجريحِ

على مسافاتِ الوطنْ .

هذا الردى يمشي على قدمينِ

تحتَ العينِ

يُبْعَثُ من أحاديثِ الملامحِ والجوارحِ والحروفِ النازفةْ

يجتاحُ أعماقَ القصائدِ

يُوقِظُ الأحزانَ

حتى فوقَ راحاتِ الموائدِ

يُثقِلُ مهجةَ الإنسانِ

يرمي حلمَها الورديَّ منكفئاً

على قفرٍ جفاهُ

الياسمين

 

تشبّعتْ أرواحُنا قهراً

وأضناها الزمانْ

ويحي عليكِ شآمَنا الكبرى

وهذا الموتُ

مازالتْ سهامُ حضورهِ

ترمي فؤادكِ

ذلكَ المحفورَ

من ازلٍ بذاكرةِ

التواريخِ القديمةِ

فتَّحتْ ابوابَها

كلُّ الحروبِ

لتحتويكِ

وتحتسي اشلاءَ

تربتِكِ المقدسةِ

الحميمةْ

 

لكنَّ روحَكِ لاتموتْ

فارتْ بغَيرتِها

واطلقتِ الرؤى

من بينِ الافِ الجراحْ

قامتْ كمثلِ

يسوعَ بعدَ الصلبِ

كالفينيقِ من تحتِ الرمادِ

ومزّقتْ زمنَ الكفنْ

هذا زمانُ النصرِ

أومضَ بالبروقْ

بشراكَ

طابَ الصبرُ ياهذا الوطنْ…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى