مع فايروس كورونا.. الهواء الملوث أكثر خطرًا

أ.د. فيصل رضوان | أستاذ التكنولوجيا الحيوية الطبية والسمومالولايات المتحدة الأمريكية

في أواخر شهر مارس الماضى 2020م، أظهرت دراسة معملية أن فيروس كورونا الجديد SARS-CoV-2 يمكن أن يستمر على أسطح البلاستيك والفولاذ المقاوم للصدأ لأيام. وأثارت هذه النتائج عناوين الأخبار، ووضعت مجموعة كبيرة من النصائح حول كيفية تطهير كل شيء من مقابض الأبواب إلى محلات البقالة.

وبحلول شهر مايو، أوصت منظمة الصحة العالمية والوكالات الصحية في جميع أنحاء العالم تقريبا بأن يتم تطهير المنازل والحافلات ودور الصلاة والمدارس والمتاجر – وتنظيف وتطهير الأسطح، خاصة تلك التي يتم لمسها بشكل متكرر.

ملاحظة: فى هذا التوقيت نفسه لم يُنصح باستخدام الأقنعة لوسيلة لحماية الأشخاص العاديين من العدوى!

عملت مصانع المطهرات على مدار الساعة لمواكبة الطلب المتزايد. ربما كان تنظيف الأسطح أسهل من تحسين التهوية فى البيوت وأصبح المستهلكون “يتناقلون” بروتوكولات التطهير، ويتنافسون فى استثمار الوقت والمال في جهود التنظيف العميق.

بحلول نهاية عام 2020م، بلغ إجمالي المبيعات العالمية لمطهرات الأسطح 4.5 مليار دولار أمريكي ، بزيادة تزيد على 30٪ عن العام السابق. وكمثال بسيط فقد أنفقت هيئة النقل العام في نيويورك (MTA) وحدها 484 مليون دولار العام الماضي في استجابتها للعدوى من التنظيف والتعقيم.

واليوم نظرًا لتراكم الأدلة على مدار الجائحة، فقد تغير الفهم العلمي للفيروس. حيث هناك اتفاق عام أن غالبية عمليات النقل تتم نتيجة لإصابة الأشخاص المباشرة مع مرضى أو حاملو العدوى وذلك خلال هواء ملوث بقطيرات وجزيئات صغيرة تسمى الهباء عند السعال أو التحدث أو التنفس العادى؛ يمكن استنشاقها مباشرة من قبل الأشخاص القريبين منهم عادةً في مكان داخلي مزدحم. على الرغم من أن الانتقال السطحي للفيروس لا زال ممكنا فى حالات محدودة جدا، خصوصا من الأسطح عالية اللمس، إلا أنه لا يُعتقد أنه يمثل خطرًا كبيرًا.

جاءت أغلب معلومات تلوث الأسطح نتيجة الحصول على تحليل إيجابى لآثار الحمض النووي الفيروسي RNA- وهى الطريقة الرئيسية التي يحدد بها الباحثون التلوث الفيروسي بالمكان. لكن يبقى التلوث بالـ RNA الفيروسي وحده، ليس بالضرورة سببًا لتواجد الفيروس بشكله المعدى أو النشط، بل هو مجرد آثار من فيروس محطم غير معدى.

وعموما تعتبر نظافة اليدين المعقولة، فضلاً عن إرتداء القناع فى الأماكن المزدحمة والتباعد الاجتماعي لتقليل التعرض للإصابة هو اتجاه أفضل لتركيز الجهود حاليًا. إن تركيز الموارد والجهد لتحسين أنظمة التهوية فى أماكن التجمع من محلات ومقاهٍـ ومدارس .. إلخ، قد تكون أهم بكثير من تعقيم الأسطح إذا نظرنا إلى النتائج المترتبة عليها من الاستخدام المفرط للكيماويات، فضلًا عن التلوث البيئي والصحى المصاحب لها.

فى شهر يوليو الماضى تناولنا توضيحا لأماكن الخطر لوجود كميات كبيرة من الفيروس يمكن أن تتجنب التعرض لها لتقليل فرصة الإصابة. أرجو إعادة الاطلاع عليه فى الرابط التالى، ومشاركته مع الاهل والاصدقاء:

http://79j.713.mywebsitetransfer.com/?p=11103

فى شهر أكتوبر الماضى تناولنا موضوع تلوث الاسطح وإمكانية المبالغة فى عمليات التطهير لمنع انتقال عدوى الكورونا للاشخاص، نرجو الاطلاع عليه فى الرابط التالى:

http://79j.713.mywebsitetransfer.com/?p=28516

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى