أسوار الحكمة

عبد الله الجيزاني | لندن

مرة إثر مرة يأتي إليَّ

لكي ينبأني عن صرة الأمل الدفينة بقربي،

ومرة إثر مرة أنهرهُ ، أن يبعد عني فوضى الاحتمالات ، ويتركني إشق طريق الخلاص بجهدي ، مجتازاً إسوار الحكمة ، بحرفية عالية ، أمتهن الصبر لكي أخفف إعباء الماضي وبنفس الحماس

يتلمس وجهته ، ويعزف عن حماقة اللقاء ،

يستودع إرثه كله ويمضي ،

محنة الرواد حينما لا يفهمون ،

كنه الالتفاتة صوب الأضرحة المنسية ،

ولا يميزون بين الطريق والتأويل ،

قارب المعرفة اشتكى من قلة الحضور،

 إجدد تأشيرة المرور إلى ضفة النهر الأصم، يجتازني بخفة متناهية الطائر الذي استباح خلوتي، وأربك نهاري المتوعك أصلاً من ثقل الأحداث، فاجأني غروبه الموصوف باليقظة والحذر

ماذا جنيت من رحلتك أيها الطائر السرمدي ؟

سوى الألوان وهي تتنافس في حضرتكَ ,

شاهرة سلاحها الفتاك بوجه الريح 

 لو أنبأني الرصيف ما خطوةُ خطوةٌ نحو ذلك المكان ،

لو أنبأتني الأشعار حبيسة الدفاتر لما تأخرت عن لقياكم

لو أعارني الوقت ثوانيه لتركت مخيلتي تسرح فوق عشبكم الندي

الا أنني موقنٌ، بإلفة النهار وأشواقه التي لا تحصى ، وطامحٌ أن لا توقفني مسيرة الادعاءات المهترئة ، للنيل من وجود الخصر الذي أركن إليه في وحدتي

جلبة الوشائج المتفاقمة ،

تزيد من حيرة البوح عندي ،

لا أملكَ سوى حفنة من المشاعر

 التي لا تغني أو تفيد في هذا الزمن

 الممتلئ حتى النخاع في المنفعة ،

مرة إثر مرة ينزف حلمي دماً

 وأسعفه ببقايا تعاويذ

زمن السكوت الإجباري ،

مرة إثر مرة يعلو شأن هزائمي

وأتقلد النياشين الوهمية ،

امتثالاً للضرورة القصوى التي أوجدتني

ثملاً لا اصحو

للمرة الأخيرة أخبركم برغبتي

أن لا أكون هناك أو في أي مكان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى