مشاهدات: للكون رب يحميه.. وترامب يقدم للشيطان أوراق اعتماده رئيسا

شهاب محمد |  شاعر فلسطيني

رأيت أحوالنا ليست كما يجب في مواجهة تحدي الاستهداف البيولوجي أولا ، وما يدور في المحيط من تحديات أخرى الآن فعلا وهو خيار مطروح طالما أنه قد يحقق الأهداف التي يمكن أن تحققها حرب نوويه أو كيماوية أو بيئية مفترضة للسيطرة على العالم ومقدراته.. علما بأن العالم في كل نموه وأحواله وزيادة سكانه ليس مضطرا لصراع انتحاري أو حرب إباده للكائنات الحية التي لم تتوقف عن النمو والتكاثر قديما ومنذ الحرب العالمية الأولى وحتى الآن وتقديرا بالاجتهاد لا بالمعرفة المطلقه، فإن العالم في الحرب العالمية الأولى لم يكن تعداده يزيد عن ملياري نسمه حسب اعتقادي، وأن العالم الآن قد يصل إلى تسعة أو عشرة مليارات نسمة.

وإننا إن فهمنا مقولة المادة في العالم، كما قال أينشتاين هي الماده التي لا تفنى ولا تستحدث.فبإيماننا أن ذلك يحدث بأمر الله فقط ، أو بخطأ هذا القول وتناقضه مع حقيقة، الخالق والخلق فإن كمية المياه الموجوده في العالم مثلا حسب النظرية، هي نفسها على سبيل المثال قبل أكثر من مائة عام مثلا وقد كانت تكفي في الماضي مليارين من البشر خلاف المخلوقات الأخرى التي شملها الله بنعمة وجود الماء عندما قال “وجعلنا من الماء كل شيء حي” . وهذا يشمل الإنسان والنبات، والحيوان.

 ولو تتبعنا حركة الماء في دورة الحياه، لوجدنا أنها تأتي من البحار والأنهار وغيرها لتتبخر وتهطل لتسقي النبات والحيوان، والإنسان، وتدور دورتها الكاملة في الحياة.

ومثل الماء كذلك الطعام والغذاء ولكن هل فكر أحدنا في حساب الكميات، وكيف تكفي كميات المياه والطعام المتوفره في الكون لهذه الزيادات العدديه عند الإنسان والحيوان ، والبنات ، ولو كنا منصفين لعرفنا أن لهذا الكون ربا يحميه سواء آمنا بالنظرية من باب القدرة الإلهيه أو ىمنا بقدرة الخالق على الخلق في كل وقت سابقا، ولاحقا وهو القائل “وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها” .. وإذا كان الإنسان قد وقع هو وكل من هو مخلوق في معادلة المخير والمسير فإن الواقع يؤكد الحقيقة القائلة: “إن الإنسان مخير ومسير بقدر”، بدلالة الآيات القرآنية الدالة على ذلك وأولها “قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا” .. وقوله تعالى “وإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله” ..

ولقد استوقفني مقال للأخ الدكتور سعيد عياد وبه من الأسئلة والملاحظات والأفكار الكافية لكي نحرك الساكن، ونطور المتحرك بعد أن طال بنا زمن الركود والقعود واغتالتنا أنفسنا وهانت علينا أجسادنا، وأرواحنا، وهي مدانة للخالق بالشكر والحمد بالقول والفعل وهو مالم يحدث الآن؛ فإن الحمد والشكر الذي فيه زيادة وبركة من الله ليس هو كالزيادة التي خصها بالجحود، فالشكر على النعم يحدث بأداء حق الله في فروضه عملا لا قولا، وبزيادة الصدقات والإنفاق على أوجه الخير، حتى يصح فينا قوله تعالى: (لئن شكرتم لأزيدنكم) وحتى يصبح قوله فينا رضى وقناعة (المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا) ولو تساءلنا عن المبادرات الفردية .. فإن أول ما يتبادر لأذهاننا المبادرات الجماعية ولكن إذا صلح حال الأفراد صلحت أحوال الرعية ..

والبيت لا يبتنى إلا له عمد

ولا عماد إذا لم ترس أوتاد

فإن تجمع أوتاد وأعمدة

وساكن بلغوا الأمر الذي هادوا

وقبلها طبعا ..

لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم

ولا سراة إذا جهالهم سادوا

تهدى الأمور بأهل الرأي إن صلحت

وإن تولت فبالأشرار تنقادوا ..

واذا كان السؤال عن الأفراد اولا والمجاميع ثانيا فإن الاسئله التي تطرح نفسها كذلك هي

أين المؤسسات ، ليست مؤسسات المقاومه الاعلاميه ، ولا مؤسسات مقاومة إثبات الوجود بل مؤسسات المقاومه للحرب النفسيه.. والاشاعات وحدها كانت تهزم جيوشا وتدمر حصونا.. وتقلب حقائق وموازين.. وغيابها اي المؤسسات كان قد جعل الصدور والظهور مكشوفة للاعتداءات واذا كنا قد فقدنا شيئا او اشياء فإن اهم ما فقدناه هو أكثر من مائة عام من الاستعدادت انهارت أمامنا في لحظات ورغم ذلك لم نصل إلى الدرس الاول والثاني والثالث والآخر وعدنا للمربع الأول في اتجاهين الأول بقاء الحال بعدمية الأحوال والثاني لم نتعلم شيئا من كل شيء وكنا وما نزال بدون خطة عمل أو برنامج عمل او إطار او حتى فكره .. والحالة حتى في حدها الادنى غير متيسره وهي كما قال الشاعر العربي :

لا خيل عندك تهديها ولا مال…

فليسعف النطق ان لم يسعف الحال ..

وحتى هذه لم ياخذها أصحاب الشأن بالاعتبار فالنظر لم يبتعد عن ارنبات الانوف والكلام كلام ولما يزل على حاله ، في عالم الانانيات المتصارعه والدويلات المتناحره ، والجيوش المتناثره ، رغم ان الامر ليس بهذا التعقيد ، وعلى كل صعيد ، لو أخذنا باقوالنا ، وفهمنا احوالنا ، ومنذ اكثر من الف عام ونحن نردد :

تابي العصي اذا اجتمعت تفرقا

واذا افترقن تكسرت احادا

وبكل اسف اجتمعت عصينا مرات عديده ليس للهدف المطلوب ولكن لكي ندمر أنفسنا بأنفسنا في أماكن متعدده .. وتقدمت جيوشنا الغزاه في مرات عديده وقدمنا وحدنا ولكن لكي نغزوا بعضنا بعضا

فدفعنا ثمنا باهظا لسوء فهمنا ، وسوء تصرفنا ..

وذهبت مقولة بقينا نرددها قرونا ونحذر منها وهي فرق تسد ، حتى انتهينا إلى ما هو اسوا منها وهي مقولة الكونداليزا رايس ” الفوضى ألخلاقه” التي لا تبتعد كثيرا في التفاصيل لتهدف الى مزيد من الفرقه ومزيد من الانقسام ، ورغم المؤامرة التى حبكتها الدوائر الاستعماريه باحكام الا ان الوقت لم يزل ممكنا ، لوقف الانهيارات وافتراس المؤامرات التي ما زالت تحاك ،

من أجل هدف استراتيجي جديد للعدوان الامبريالي الصهيوني ..

وهو تمرير الحلم الصهيوني القديم ، مقابل تأمين

السيطره الامبرياليه ، واقتسام النفوذ بين فكي كماشة العدوان الصهيونيه الامبرياليه ، والامبرياليه

الامريكيه ، وكلاهما يتحرك على الإيقاع بصفيح النفط الساخن والاستيلاء على تركة الامبرطوريات السابقة في الشرق الأوسط

والعالم .. ولا احد يعلم مدى الوقت الذي سوف يستغرقه العدوان القائم على المعتقدات والقناعات التي تحدث عنها الرئيس الامريكي ترامب ومسوقوا سياساته وافكاره في حدود ما عرف من صفقة القرن

القائمه على سرقة الاموال ونهب مقدرات الشعوب وتزوير الارادة الدوليه وحسم الصراع

في فلسطين ولا يعلم حتى الآن ماالاسلحه التي سيستخدمها العدوان هل هي أسلحة تقليديه ام لا، مع افتراض الاحتمالات الممكنه غير أن العالم كله سيشرب من مستنقع الحرب الكونيه حتى لو حيدت الاسلحه الذرية والبيولوجية والكيماويه وعسكرة النجوم فإن الحرب التقليدي نفسها ذات قوة تدميريه قادره ان تجعل العالم معاقا وتعيده إلى الوراء مئات السنين .. واذا كان اتفاق سايكس بيكو لم يفلح في منع الشعوب من التقدم خطوات

وظلت فيه الأحلام تراود اصحابها ، ولم يغادر احد خندقا او موقعا رغم حجم المؤامرة وقوة المتأمرين ورغم كون الاستعدادات غير مناسبه مع القدرات والامكانات ، كانت الجبهات الداخليه عصية على المؤامرات منيعة أمام الاحتمالات

وما باضت الديكه ولا تقاتلت في صراعها حتى الموت ، وما وصلت الأحوال لما هي عليه ، وما كان للجبهات ان تنفرد بها ألمؤامره واحدة تلو أخرى لو كانت الاستعدادات مختلفه في جبهاتنا الداخليه التي هي مقدمة الصمود وعنوانه أمام المؤامرات كلها والحدود تظل محصنه ان كانت هذه الجبهات محصنه ، منيعه ، عصيه على الاختراق ..

وما كان للطابور الخامس ان يتجول في مضاربنا وبين منزلنا ويتخذ من غرف نوم المطبعين غرف عمليات للخيانات التي تفكر كيف تستثمر بؤسنا ..

ونحن عندنا في خصوصيتنا الفلسطينية مثلا

وحتى لا يقال اننا نهرب من الخاص إلى العام وبالعكس فإننا ملزمون بتسليط الاضواء على جبهاتنا الداخليه حتى لو لم يكن هناك اختلاف كبير فإن الوزارات والهيئات ، والجهات المسؤوله ، كلها تتكيء على إنجازات مؤسسة الرئاسه ، و إنجازات مؤسسه رئاسة مجلس الوزراء ، وهذا ليس عيبا ، ولكن العمل التعاوني الجماعي له تميزه في الإنجاز والصواب..

و حالنا بخير بسبب التنوع الفردي القادر على القيام مقام المؤسسة ان دعت الضروره ليكون الأكثر إنتاجها في العام من التخصص ولكن نريد المثل الأعلى عندنا لنحصن وجودنا وبقاءنا بان تكون المؤسسات الحكوميه. والشعبيه في نفس المستوى المتقدم للإنتاج

.. وان تعمل بالمتاح الممكن لا بالمستحيل وبروح المبادره التي هي الأساس وهنا في بلدنا على سبيل المثال قام شاب فيها برفض الوجوم والهموم والانتظار والتردد وقرر ان يبدأ بقريته فذهب واحضر تراكتورا وماكينة وأدوية وقام بتطهير القريه والقرى المجاوره لها في

المحافظه لمواجهة تحدي فايروس الكورونا

وقام بشراء كل أنواع المعقمات ووزعها على أهالي القريه و على الأماكن العامه كالمجلس والعيادات والمؤسسات. والمحال التجاريه انه فارس عطا الله “ابو العبد” وإنني اذكر هذه الحاله ليس من باب الدعايه فهو لن يرشح نفسه لا لمجلس قروي ولا بلدي ولا غرفة تجاره وصناعه ولا مجلس نواب او أعيان .. اكتب ذلك لكي نؤكد سويا على أن المبادرة من الكل والعمل الفردي والجماعي هو عنوان مبادرة الأفراد والمؤسسات

ويظل بحاجه الى تعزيز وتحفيز عملا بقوله سبحانه وتعالى : هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون .. وقوله أيضا ” يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله اتقاكم “

لذلك نقول ان الجهات المعنيه في الدوله مطالبة بتحفيز المواطن المبدع في كل الميادين على مبادراته عملا بامر الله “ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ..” وبعد فاي كانت هي النتائج المنتظره

من تامر العالم السفلي الذي لم يعد قادرا على ادعاء ما ليس لديه من أخلاق .

ومهما كان من أمر العسكرة النووية او البيولوجية

او الكيماويه فإن الاعتراف الذي أبداه ترامب امام العالم كله قطع دابر الشك باليقين وهو ان امريكا طالما سكتت على أقوال ترامب هي ليست امريكا الأولى ولا حتى امريكا العاشره ..

وان كون هذا الترامب رئيسا لها فانه ليس من حقها ان تصدر نظريتها الدونيه التي يروج لها الان دون أن تعترضه من خلال المؤسسات والأفراد

واقصد المؤسسات الحزبيه اولا وان لم تحدث احتجاجات وان انتخب هذا الرئيس لدورة رئاسية قادمه فإن ابليس الذي كان قد لجا له

النمرود او لجا النمرود اليه قد يفكر قبل النهايه المنتظره ان يعيد الكرة مرة أخرى فيتحالف الشيطان مع الشيطان فتنتزع الأخلاق من الارض

ونكون كلنا على موعد مع الساعة التي اقتربت وتكون أيضا قد اقتربت بها كل النهايات ..

وحتى أبين مقام أمتنا كخير أمة أخرجت للناس

اردد قول احد شعرائها العظام :

وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت

فإن هموا ذهبت اخلاقهم ذهبوا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى