نصٌّ هشّ

عبد الرزاق الصغير | الجزائر

أعلم يقينا

أن لولا الصقيع والمطر الغزير

لما اكتظت القاعة

الأصبوحات والأمسيات التي مضت

ورغم تواجد شعراء كبار وشاعرات كالورد

إلا أن عدد الحضور لا يتجاوز تسعة

ومعطف أحمر على المشجب

لا أستطيع أن أروح وأجيء صارخا مبحلقا

كذلك الشاعر البربري ذي الشعر المجعد

لا أستطيع أن أكرع البيرة حتى آخر قطرة

وأفتح أخرى وأخرى وأخرى وأخرى وأخرى وأخرى وأخرى وأنهض للثلاجة خلفي

أمام الجمهور وأنا ألقي قصيدتي بفخر كذلك الشاعر الأمركي

أن ألبس قصيدتي وأمثل الدور كما يجب مثل شاعر روسي موهوب رأيته في اليوتيوب

بمجرد أن أضع رجلي على الدرجة الأخيرة للركح

أحس حرارة شديدة تكتسح وجهي

رغم برودة القاعة

أعلم يقينا أن الإلقاء موهبة

وأن الرسم بالكلمات خلقا جديدا

وأن القصائد مدن

وجسورا عالية شاهقة

ومطارات، ومحطات قطار، وغابات، وحدائق ، وتماثيل وأصنام

وورد ونوار بري أبيض أبيض هش

وسرور وحزن و حب وكره و انقلابات و حرب

وسلم هش

أعلم يقينا

أن لولا الوحدة والصقيع والحزن

والنوار الباهت الذابل

ما كتبت هذا النص الهش.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى