تنهدات

زكريا شيخ أحمد | سوريا – ألمانيا

الرجلُ في الغابةِ ،
في الغابةِ الشاسعةِ
لمْأ أعدْ أراهُ ، اختفى تماماً .

كلُّ ليلة ٍ أسمعُهُ يتنهدُ .
و كي لا يشعرَ بالوحدةِ ،
أَترك النافذة مفتوحة
أتركُ البابَ موارباً
و بجانبِ المصباحِ
و أمامَ كأسي ، أَجلسُ و أدخنُ
و أتنهدُ .

أُمسكُ القلمَ و أَكتبُ و أَتنهدُ ؛
أتنهدُ عدداً لا متناهياً منَ الحَمامِ و العصافيرِ الميتةِ في صدري .
أتنهدُ عدداً لا متناهياً منَ الخيباتِ و الليالي الكئيبةِ المحفورةِ في رأسي .
أتنهدُ عدداً لا متناهياً منْ أحلام ٍ ميتة ٍ لأطفال ٍ ماتوا ويموتونَ و سيموتون .

ليلةُ أمس ٍ كانَتْ كلُّ الأشياءِ في غرفتي تتنهدُ
و تنهيداتُ الرجلِ الذي اختفى في الغابةِ
في الغابةِ الشاسعةِ
كادَتْ تصلُ عرشَ الرب
و قبلَ شروقِ الشمسِ ،
تنهدْتُ وطناً
ثمَّ تكورْتُ في الكرسي
و غفوتُ و أنا أتنهدُ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى