سبر واستكشاف…

علي أجود مجبل-العراق

أعيشُ كي أكتشفَ الأحاسيسَ
كي أعرفَ كيف كان يعبِّرُ الإنسانُ البدائيُّ
عن حزنِه
عندما تهجرهُ حبيبته العارية
كيف يعبِّرُ عنها بالإشارةِ
والأصواتِ غير المفهومة
والصفيرِ أحيانا
وهل كان البكاءُ موجوداً
كطريقةٍ للنسيانِ والتحضِّر ؟
أعيشُ كي أعرفَ شعورَ الكائناتِ
التي تصلُ متأخرةً إلى المنفى
أريدُ أنْ أعرفَ ما يحصلُ في بواباتِ الوصولِ
في المطاراتِ
أو كيف يبدو وجهُ القاتلِ
بعد لحظة ضغط الزنادِ
عندما يمرُّ الموتُ على وجههِ
مثلَ نسيم ..
كيف يكون الموتُ نسيماً
وظلالُهُ تغطي كلَّ شيء ؟
أريدُ أن أتعرَّف على العوائلِ الرطبةِ
وطبقاتِ المجتمعِ العالية
دون أنْ أتسلقَها
وأتعثَّرُ
فأسقطُ في الطابقِ الأرضيِّ الفقير
أن أتعرَّفَ على عالمٍ
لا يحفظني بعيداً عن متناولِ الأطفالِ
والنساءِ أيضا
أن أتعرَّف على الوحدةِ الجادة
كما تخرجُ نوتةٌ موسيقةٌ عن اللحنِ
وتتفرَّدُ
لتعتبرَها المقطوعةُ نشازاً واضحاً
لكنها تكونُ كذلك
مع الأخريات فقط ..
أريدُ أنْ أتعرَّفَ على امرأةٍ
تقصُّ لي حكاياتِ أجداديَ البدائيينَ
وكيفَ كانوا يحاولونَ إقناعَ حبيباتَهم
بأنَّهم عاشقون
وبقوا يحاولونَ عبر مرورِ الأجيال
وها هو حفيدُهم جالسٌ الآن
كي يكتشفَ الأحاسيسَ
يستمعُ بحذرٍ
ويتعرَّقُ مثلَ أولِ جريمةٍ في الكوكب
يا حبيبتي
يبدو أنني أعشقُ هذا الكوكب
وأعيشُ من أجلِ هذه الأحاسيس
فلا تسأليني هل أُحبّكِ
وأنا عندي كلَّ هذهِ الأشياء
لأكتشفَها أولاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى