دروبُ الحبِّ

   الشاعر الكردي السوري علي موللا نعسان – أوسلو النرويج

جاسَ الورى سهرُ الأجفانِ في العَمَسِ
والقلْبُ زاهدَ عنْ صيرورةِ الهَيَجِ
°°°
والصمتُ راحَ يجوبُ الكَوْنَ في حزَنٍ
يَسْتصْرِخُ الغَيمَ مِنْ سحابةِ الحَلَجِ
°°°
والفِكْرُ وشَّى رداءَ الأرْضِ مُبْتَهِجاً
عَلى رُؤى واحةٍ تزدانُ بالقُبَجِ
°°°
جنَّ ليلُ الدُّجى خوفاً و مِنْ شَجَنٍ
على الترابِ مِن الإطنابِ في اللَّجَجِ
°°°
والوجدُ شدَّ الهوى شوقاً إلى مُقَلٍ
والحُبُّ أَصْبى النُّهى في ساحةِ الغَنَجِ
°°°
قَضَّ النَّوى كَبِدَ العُشَّاقِ في جَنَنٍ
والهَجْرُ زجَّ مُروجَ عالرَّوْحِ في الهَبَجِ
°°°
والقَلْبُ حثَّ الخطى تَشْدو على فَنَنٍ 
كما تُخومُ الفلا رامتْ سُوى الوَهَجِ
°°°
حاستْ خُطايا لبوةٌ تَمْضي عَلى عَجَلٍ
وَقَدْ تحَدَّتْ ودى أضوى عُرى الفَرَجِ
°°°
وَإِذْ تَجافَتْ رِياحٌ عَنْ برى وَلهٍ
أرْسى القَذى في عيونِ اللَّومِ و المُهَجِ
°°°
حَفَّتْ عَناقيدُ وردِ الوَرْسِ مَبْسَمَها
فَهاجَ بِثَوبِ النَّدى عِطراً على السُنُجِ
°°°
عَمَّ التناغمُ فاغتالَ الفُؤادَ وَمى 
صمتِ الجمالِ حيالَ الحِسِّ و الخَلَجِ
°°°
والوجدُ خلّى الهَوى يَهْفو إلى شَجَرٍ
كما تُخومُ الصَّوى رامتْ رُؤى البَلَجِ
°°°
لا يُسأَلُ الصَّبُّ عَنْ شوقٍ وعنْ وَلَعٍ
فالقلبُ يُرْشِدُهُ في التيهِ و الحِوَجِ
°°°
فواردُ العِشْقِ يَمْضي نَحْوَ أَرْوِقَةٍ
وجارحُ الطرفِ يخبو في عُلا البُرُجِ
°°°
وَالحُبُّ يُضفي الجوى لَحْناً على وَتَرٍ 
كما دروبُ النُّهى تَصبو إلى الوَهَجِ
°°°
فالنَّفْسُ تَرْقُبُ فِكراً زادُهُ مَلَقٌ
يروي غليلَ الهوى طُهْراً على الغَنَجِ
°°°
واللَّحْظُ يُضفي عزماً في رُبى سُبُلٍ
إِنْ ساحنَ النَّفسَ طَوْعٌ في جَدا الحِوَجِ
°°°
أَنْفَضْتُ أجْنِحَةً نَحْوَ السَّما فَرِحاً
وَطِرْتُ مُعْتَقِداً ظَفراً على البُرُجِ
°°°
والعَقْلُ راحَ يرى الأجْواءَ مُرْتَقِباً
في لَهْفَةِ السَّعْفِ إثْماراً على النُضُجِ
°°°
فَأصبَحَتْ كلُّ أرضِ الكونِ مُفْتَرَشاً
وجالَ سَهْمُ الرؤى في كلِّ مُعْتَلَجِ
°°°
واغْتالَ عقرُ الدُّنى أسرارَ مَقْدِرَةٍ
تَقْتاتُ دَرْسَ حُبورٍ في ذرى الهرجِ
°°°
ريمٌ بأرضِ الهوى حلَّتْ على وَجَعٍ
يُضني شِغافَ النُّهى في خافقِ المَرَجِ
°°°
دنوتُ أرقُبُ روحاً ساقَها قدَرٌ
يَسْمو على شاطىءٍ يختالُ في الخُلُجِ
°°°
وَ كلُّ إِشْراقةٍ للوجدِ يُلْهِمُها
مَلامِحاً من طيوبِ العِطْرِ بالضُّجُجِ
°°°
ردَّتْ بِشَوْقِ الوَمى ترْجو عُرى أَمَلٍ
نَعَمْ سأنشُدُ حتى تَسْتقي مُهَجي
°°°
والحَدْسُ أدوى بِمَن ضاقَتْ بهِ سبلٌ
سحائبَ الصَّبْرِ نَحو الحلِّ في الوُلُجِ
°°°
أطلقتُ موجَ هيامِي  نَحوها شغِفاً
فطُفْتُ عبر المدى في قاربِ الغبَجِ
°°°
فانسابَ في الجوَّ عطرًا مِن شذى مقلٍ
تَهْدي الورودَ رحيقاً من ومى الدَّعَجِ
°°°
هرعتُ كالطِّفْلِ نحو العِطرِ مُبْتَسِماً
أَعْثو الضَّفائِرَ في لَحْنٍ على الهزجِ
°°°
نامَ الشُّعورُ على أنسامِ مِغْزَلِها
فهبَّ زُغْلولُ نَعْصِ الشَّوْقِ في الهيجِ
°°°
لاطَفْتُها و الجوى يَحنو على ثَمَرٍ
على مُروجِ المنى في تربةِ الفَلَجِ
°°°
فَعاتبَ العقلُ حبَّاً قدْ سبى كَبِداً
والبَوْحُ أهْدى الرُّغى كأْساً بلا حرجِ
°°°
وَأَلْثَمَ الفِكرُ قلبًا ثمّ أَلْهَمهُ
مَغَبَّةَ الأمرِ رداً في عُرى اللَّجَجِ
°°°
فمنْ هوى طَوعَ عزْمِ المُجْتَبى ثَقفاً
فقد أشادَ جمالاً سادَ في البَهَجِ

Oslo 17-11-2020

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى